الكوليرا من أكثر الأمراض المسببة للإسهال، ويزدهر هذا المرض خلال النزاعات المسلحة وفي الأماكن الفقيرة المكتظة بالبشر والتي لا تتوافر فيها المرافق الصحية والمياه الصالحة للشرب. وتساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بالكوليرا، مثل بعض الأمراض كالآيدز والسل، والظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة. وينتج مرض الكوليرا من جرثومة اسمها "ضمة الكوليرا" التي تنتقل بسهولة بواسطة المياه والأطعمة الملوثة، وإذا لم يتم تطويق اصابات الكوليرا وعلاجها بسرعة فإنها تتسبب في حدوث الجائحات وبالتالي الوفيات. وجرثومة الكوليرا معدية بشدة ويمكن التقاطها بسهولة، وفور وصولها الى مقرها الرسمي في الأمعاء تطلق زوبعة من العوارض على رأسها الإسهال المائي المفاجئ والحاد الشبيه بماء الرز، الى جانب عوارض أخرى، مثل التقيؤات، وارتفاع حرارة الجسم. وإذا لم يتم تدبير المرض على الفور فإنه يمكن أن يقود خلال ساعات الى الإصابة بالجفاف فيعاني المصاب من الخمول والكسل والإحساس الشديد بالعطش، وشح البول أو انعدامه، وغؤور العينين، واضطرابات نظام القلب، وهبوط ضغط الدم، والتقلصات المؤلمة في الأطراف. ويزداد خطر العدوى بالكوليرا لدى الأشخاص المسافرين الى الأماكن التي ينتشر فيها المرض والأشخاص الذين يعيشون في مناطق يستوطن فيها هذا الداء. وتعتبر مياه الآبار والبرك الراكدة والأطعمة النيئة والخضار والفواكه الملوثة والحبوب من أكثر مصادر العدوى. وتستطيع جرثومة الكوليرا أن تعيش من يوم الى سبعة ايام في الخضروات النيئة، ومن سبعة الى 14 يوماً في اللبن والأيس كريم، ومن يوم الى ثلاثة في الفواكه، ومدة يومين الى خمسة في المنتجات البحرية. وتقوم الوقاية من الكوليرا على شرب المياه الآمنة، وتناول الطعام المطهو جيداً، وممارسة السلوكات الصحية الأساسية، مثل غسل اليدين بالماء والصابون على نحو منتظم بعد الذهاب الى دورة المياه وقبل لمس الأطعمة أو تناولها، وتحضير المأكولات وحفظها في شكل آمن.