ما زال مرض الكوليرا يشكّل عبئاً ثقيلاً على بعض المجتمعات، خصوصاً في مناطق النزاعات المسلّحة والمخيمات، وهناك أكثر من بليون شخص معرّض للإصابة به في البلدان التي يستوطن فيها المرض الذي يتسبّب سنوياً بحوالى 100 ألف وفاة، نصفها من الأطفال. ومرض الكوليرا يمكن الوقاية منه بسهولة من خلال توفير المياه النقية، وأنظمة الصرف الصحي، وتطبيق أسس التعقيم، والنظافة. وإذا لم تتوافر المياه الصالحة للشرب، فإنه يمكن اللجوء إلى غلي الماء، وإلى الطبخ الجيد من أجل القضاء على جراثيم الكوليرا، وتفادي المآكل النيئة، والابتعاد عن شراء الأطعمة والمشروبات من الباعة الجوالين. وهناك لقاح متوافر ضد الكوليرا، وهو سلاح تلجأ إليه المنظمات الدولية للسيطرة على المرض في الحالات الطارئة وفي بعض الأماكن الساخنة. وتتم العدوى بجراثيم الكوليرا بدخولها مباشرة من طريق الفم عند شرب مياه أو تناول أطعمة ملوّثة بالفضلات البرازية الحاوية على الميكروبات. ويمكن جراثيم الكوليرا أن تعيش مدة طويلة في المياه غير النظيفة وفي الأماكن الرطبة، لكنها شديدة التأثر بالأحماض والحرارة. وبعد دخول جراثيم الكوليرا إلى الأنبوب الهضمي، تبدأ بالتكاثر وإفراز السموم التي تجبر الأمعاء على استنزاف ما لديها من سوائل وأملاح وفيتامينات، فيعاني المصاب من زوبعة شديدة من الإسهال المائي الرزي (نسبة إلى لون الأرز) إلى جانب عوارض أخرى، مثل الغثيان، التقيؤات، العطش، الجفاف، شح البول، والتقلّصات المؤلمة في البطن أو الصدر أو الأطراف. وإذا لم يتم علاج مرض الكوليرا سريعاً، فإنه يتّجه إلى النوع الشديد الذي يتميز بالإسهالات العنيفة، هبوط الدورة الدموية، انخفاض ضغط الدم، ضعف النبض، برودة الجلد، وغؤور العينين. إنها صورة قاتمة يمكن أن تودي بصاحبها إذا لم يتم إسعافه بسرعة بتعويضه بالسوائل والأملاح، وكلما كان التعويض سريعاً كانت النتائج أكثر إيجابية.