عندما قال الشاعر إيليا أبو ماضي «كن جميلاً ترى الوجود جميلاً» لم يكن يعلم بما سيحل بالمجتمعات العربية من تلوث ودمار بيئي، وقد يكون وقتها مناصراً لمقولة بيئيين «كن صديقاً للبيئة تكن البيئة صديقتك»، وممارسة العداء على البيئة فوق أنها سمة من سمات الدول غير المتحضرة تعد مجلبة للهلاك، وتؤدي لاعتلال الصحة النفسية والجسدية. وعلى رغم أهمية البلاستيك في حياة الناس، إذ لا يكاد يوجد منتج في العالم إلا ويدخل البلاستيك في جزئيات مكوناته، فإن له خطورته الكبيرة على البيئة، وأهمها أكياس النايلون التي تتوافر في كل مكان بكثرة، وفي جميع محال البيع وبالمجان، الأرصاد وحماية البيئة في السعودية خصصت، جائزة للإدارة البيئية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وتهدف الجائزة التي انطلقت في 2004 إلى ترسيخ المفهوم الواسع للإدارة البيئية في الوطن العربي، وتحفيز الدول العربية على الاهتمام بمفهوم التنمية المستدامة، والتعريف بالجهود المميزة والممارسات العربية والدولية الناجحة في مجال الإدارة البيئية، وتعميمها على الدول العربية للاستفادة منها، وتمثل الجائزة إحدى الدعائم المهمة في تشجيع العمل البيئي ونشر الوعي، وحافزاً لكل المؤسسات والأفراد نحو تأمين مستقبل أبناء المنطقة العربية ولمصلحة الإنسانية جمعاء. وحول أضرار البلاستيك أجمع متخصصون في مجال البيئة على ضرورة إيجاد الحلول التي تقلل من أخطارها على بيئة المجتمعات، مطالبين بتكثيف الحملات التوعوية التي تشجع على تغيير سلوك المستهلك ومحال البيع، والتوسع في عملية إعادة تدوير أكياس النايلون؛ للتقليل من التلوث التي تنجم عنها، إضافة إلى التوجه إلى تصنيع أكياس من مواد عضوية قابلة للتحلل بشكل أسرع. وقال مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف المتحدث الرسمي للهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية أحمد البوق إن «مشكلة النفايات البلاستيكية لا تقتصر على مستوى السعودية، بل تعاني منها كثير من الدول من أميركا إلى شرق آسيا لكن بنسب متفاوتة»، وأضاف: «تكمن مشكلتها في عدم تحللها، وإن تحللت فإلى جزيئات دقيقة تختلط بمياه البحار والأنهار ثم تتغذى عليها الكائنات البحرية والبرية، وتترسب وتنتقل إلى المستهلك ما تؤدي إلى مشكلات صحية». فيما دعا أكاديمي البيئة في جامعة الملك سعود رئيس برنامج ماجستير العلوم البيئية الدكتور أحمد الفرحان إلى استخدام الأكياس الورقية كجزء من الحلول للتقليل من حجم استهلاك أكياس النايلون وقال إن الدول المتقدمة أوجدت حلولاً لهذه المشكلة باستخدام أكياس صديقة للبيئة، أو بتخصيص كيس واحد لجميع المقتنيات والأغراض قابل للاستخدام مرات عدة. وأضاف أن هناك حلولاً أخرى مثل وضع رسوم على الأكياس البلاستيكية حتى يتحاشى الناس استخدامها، ويقللون منها بدلاً من كونها مجانية، من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني بأن الرئاسة شرعت في تطبيق عملية تدوير المخلفات البلاستيكية، مشيراً إلى أن مصانع تدوير البلاستيك بدأت تنتشر بشكل جيد في السعودية، لاسيما النفايات الصلبة مثل إطارات السيارات.