اتهم العراق أمس سعودياً يدعى عزام القحطاني بالتعاون مع نائب زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري للتخطيط لشن هجمات تستهدف فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستبدأ في جنوب أفريقيا الشهر المقبل. وقال المسؤول الأمني العراقي اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي أمس إن القحطاني الذي يلقب ب«سنان السعودي» دخل العراق في عام 2004 ويعتقد بأنه متورط في شن هجمات وقعت في النجف وكربلاء. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن هناك معلومات متوافرة عن مغادرة مواطن سعودي إلى خارج المملكة يحمل اسماً مقارباً للشخص الذي تحدثت عنه الحكومة العراقية أمس. لكنه قال إن الموقف يقتضي التحقق من هوية ذلك الشخص. وكانت الحكومة العراقية أعلنت أمس القبض على المسؤول الأمني في تنظيم «القاعدة» السعودي عزام القحطاني والمسؤول العسكري الجزائري طارق عبدالقادر اللذين اعتُقلا في نطاق عمليات «وثبة الأسد» التي تستهدف الخطين الأول والثاني لقادة «دولة العراق الاسلامية». وقال اللواء التركي في اتصال هاتفي ل«الحياة» إن الموقف يقتضي التحقق من هوية الشخص المشار إليه، لعدم توافر أدلة مادية، ولا سيما أن المعلومات المعلنة عنه تؤكد أنه سبق أن انتحل شخصية أخرى. وأشار الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية إلى أن هناك معلومات عن مغادرة مواطن سعودي يحمل اسماً مقارباً للشخص المعلن عنه إلى خارج المملكة في إجازة عرضية في شوال من 1425ه. وذكر الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي أمس أن السعودي عزام القحطاني (31 عاماً) متخرج من كلية الإدارية والتخطيط في جامعة الملك فهد، إلا أن المشرف على العلاقات العامة والتعاون الدولي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خطاب الهينائي نفى وجود تخصص بذلك المسمى في الجامعة. وقال ل«الحياة»: «ليس هناك أي تخصص بهذا المسمى في جامعة البترول». وأضاف اللواء قاسم عطا: «إن القحطاني ويكنى (سنان السعودي) دخل العراق سنة 2004، ومنصبه الحالي المسؤول الأمني لتنظيم «القاعدة» في بغداد، وخطط لعمل إرهابي في جنوب أفريقيا أثناء كأس العالم بالتنسيق مع الإرهابي نائب زعيم التنظيم أيمن الظواهري، استناداً إلى خطط مركزية صادرة عن تنظيم القاعدة». وأكد أن «سنان السعودي» باشر عمله الإرهابي في القائم وحصيبة (غرب العراق) في عام 2005، واشترك في عام 2009 في سرقة محال لبيع المصوغات الذهبية، وعمليات إرهابية استهدفت فنادق بغداد، وكذلك الهجوم على مقر الأدلة الجنائية، كما خطط للاعتداءات على المراقد الشيعية في كربلاء والنجف. وأضاف: «كان يخطط مع والي بغداد مناف الراوي لتفجير مناطق منتقاة في الكرخ والرصافة لإثارة الفتنة الطائفية». وفي بغداد، أعلن مسؤول أمني عراقي أن عناصر من تنظيم «القاعدة» أقدموا على قتل رجلي دين سنّة في حادثين منفصلين في محافظة ديالى، فيما تعهدت القوات العراقية القضاء على التنظيم بسرعة، معلنة اعتقال عدد من قيادييه. وأوضح المصدر أن «عناصر من التنظيم خطفوا الشيخ عبدالله شكور من السوق في ناحية السعدية (مئة كلم شرق بعقوبة) بعد منتصف النهار. وقطعوا رأسه وعلقوه على أحد أعمدة الكهرباء وسط السوق». وأشار الى أن «شكور تلقى تهديدات عدة من القاعدة، وكان يدعو في خطبه إلى قتالها». والسعدية إحدى المناطق المختلطة وشهدت أعمال عنف عندما كانت تحت سيطرة «القاعدة» قبل عامين. وفي حادث منفصل، اقتحم مسلحون منزل الشيخ هاشم عارف إمام وخطيب مسجد آل شاهين في قرية آل شاهين، على بعد عشرين كلم شمال بعقوبة. واقتادوه الى الخارج وأعدموه أمام أنظار أفراد أسرته. وكان المسلحون يرتدون زي الجيش العراقي. إلى ذلك، كشف الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال اثنين من قادة تنظيم «القاعدة»، أحدهما سعودي كان يخطط لتنفيذ هجمات خلال بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا بالتنسيق مع زعامات التنظيم في أفغانستان، والثاني جزائري نفذ عدداً من العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة من البلاد. ولفت الى أن عمر القيادة الجديدة التي أعلنتها «دولة العراق الإسلامية» سيكون «قصيراً جداً» مقارنة بفترة زعيمها السابق أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو أيوب المصري. وأوضح عطا في مؤتمر صحافي أمس أن «قوات من الجيش اعتقلت المسؤول الأمني لتنظيم القاعدة في بغداد المدعو عبد الله عزام صالح مسفر القحطاني، الملقب سنان، وهو سعودي الجنسية من مواليد 1979 وتخرج من كلية الفهد الأمنية، وكان يعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش السعودي». وأضاف أن «المعتقل دخل الى العراق عام 2004 عبر منطقة حصيبة على الحدود العراقية- السورية، وتدرج في قيادة التنظيم ليصبح المسؤول الأمني في محافظتي الأنبار وصلاح الدين». وتابع أن «القوات الأميركية اعتقلته عام 2007، وكان يحمل اسماً مزوراً هو محمد حمدان فزع الشمر وأفرج عنه عام 2009 قبل أن تعيد القوات العراقية اعتقاله لتكتشف انه متورط في عمليات بينها سرقة عدد من محلات الذهب وقتل أصحابها والاشتراك في التفجيرات التي استهدفت عدداً من الفنادق وتفجير مبنى الأدلة الجنائية في بغداد، إضافة إلى التخطيط لاستهداف المراقد الدينية». وربط عطا بين المعتقل و «والي» بغداد في «القاعدة» مناف الراوي الذي اعتقل أخيراً وكان اعتقاله مدخلاً لقتل زعيمي التنظيم أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي في منطقة الثرثار. وزاد أن قوات الأمن اكتشفت خلال التحقيق أن «السعودي كان يخطط، بالتنسيق مع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، لتنفيذ هجمات خلال بطولة كأس العالم في كرة القدم في جنوب أفريقيا الشهر المقبل». وأشار الى اعتقال شخص آخر قال انه المسؤول الأمني ل «القاعدة» عن منطقة الكرخ من بغداد واسمه طارق حسان عبد القادر، الملقب أبو ياسين الجزائري، وهو جزائري الجنسية، من مواليد 1976، وأصبح مسؤول عمليات السرقة في تنظيم «القاعدة». وأوضح أن «الجزائري دخل إلى العراق عام 2005 عبر الحدود السورية والتحق بمعسكر تدريب للمقاتلين العرب في منطقة الكرابلة في محافظة الأنبار وكان معتقلاً هو الآخر لدى القوات الأميركية باسم مزور عام 2006، وأفرج عنه عام 2008 ثم اعتقلته القوات العراقية». وأكد أن «التحقيق مع المعتقلين كشف أن تنظيم القاعدة يمر حالياً بأزمة مالية كبيرة بعد توقف عدد من مصادر التمويل ويعتمد حالياً على السرقات والسطو على المصارف لتمويل عملياته». من جهة أخرى، قال اللواء عطا إن «الخلية الاستخباراتية المشكلة لمطاردة عناصر التنظيم تعهدت بأن تجعل من فترة حكم أبو بكر البغدادي والقادة الآخرين قصيرة مقارنة بفترة أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري».