أوضح الدكتور محمد الدحيم اننا مطالبون بوضع أسئلة صحيحة، لأن الحياة كلها أجوبة وأن طرح السؤال الصحيح يقابله جواب صحيح. وقال في محاضرة بعنوان «رسالة المثقف في الحياة» قدمها في نادي نجران الأدبي أخيراً «إن المثقف إنسان وانه حينما خرج للحياة خرج جاهلاً، «إذ ابتدأت قصة الإنسان بالجهل وليس من العلم» ووصف ذلك بالجميل «لأن الجهل الذي يؤسس للعلم هو الجهل الجميل»، مشيراً إلى أن قصة العلم بدأت من الجهل، وأن هناك فصلاً ثانياً للإنسان هو فصل المعرفة. وقال إن الجهل مستصحب والعلم موجود مع الإنسان، وأن المثقف صاحب رسالة يحقق وجوده الفردي والجمعي. ولفت إلى أن السيرة الذاتية «متحركة تزيد من العلاقات والمناصب، وان لدى المثقف طبائع الإنسان وخصائص البشر، ويبقى بشرياً فيه خصائص البشر ومنتجه ثقافي ينتجه البشر للبشر، وينعم بها غير البشر»، مشيراً إلى أن الثقافة محايدة «قد تكون ثقافة خير أو شر أو ثقافة حق أو باطل». وقال الدحيم: «يحق لنا نقد المثقف في ذاته ومحتواه ومخرجاته، وهذا النقد يكون أفضل مايقدم للمثقف لأنه يقدم له شيء جميل، إذا النقد بالمعنى الإيجابي»، واصفاً النقد السلبي بأنه البحث عن النقاط السوداء. ولفت إلى أن المثقف «من يبدأ بنقد ذاته ولا ينتظر نقد غيره، وهل يسمح لنفسه بدور اللاعب بدل المشاهد، بعد أن كان يطرح أسئلته على الثقافة والمجتمع، واليوم هل يسمح للثقافة بطرح أسئلتها عليه؟ إن فعل ذلك فهو مثقف يعي واقعه وإن نقد ذاته أعطى مساحة لتتطور وتتغير، أما إن جمد فكره أو حاول حراسة معطياته فإنه يقتل تلك الأفكار «حراسة الأفكار مقتلها» ولابد للإنسان أن يكون حاضراً وركود المثقف يشكل منه عبئاً على المجتمع، وإن كان ماضياً يحمل أفكاراً وهاجة لأن من فكر فيها قد تجاوزها وطبيعة الأفكار والمفاهيم متغيرة».