أجرى المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن محادثات في الخرطوم أمس ركّزت على تسريع عملية السلام وتحسين الأوضاع الإنسانية في دارفور وتسوية القضايا العالقة التي تعطل تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن، داعياً إلى إجراء الانتخابات المقبلة في السودان في أجواء من الشفافية. وجاء ذلك في وقت أكد المتمردون التشاديون الذين أتوا من السودان، أنهم يواصلون تقدمهم نحو «هدفهم النهائي» نجامينا. وقال أحد قادة «اتحاد قوى المقاومة» (تحالف المتمردين التشاديين) في رسالة الكترونية بعث بها إلى وكالة «فرانس برس» في ليبرفيل: «قواتنا تتقدم (...) حتى الآن كل شيء يسير على ما يرام، وفق استراتيجياتنا». وأضاف: «المرة الوحيدة التي وقعت فيها معركة برية كانت (الثلثاء) في جوار حرز مانغيني» جنوب جوز بيضا (شرق تشاد)، من دون أن يتحدث عن سقوط قتلى. أما الناطق باسم الحكومة التشادية محمد حسين فقال إن «أول معركة برية وقعت لتوها في أم دراسة على بعد 10 كلم جنوب أم دام» التي تبعد 110 كلم شمال جوز بيضا وأكثر من مئة كلم جنوب أبيشيه. وأضاف ان «القوات الحكومية تتقدم وعمليات التمشيط مستمرة». ولاحقاً، أكد المتمردون التشاديون ل «فرانس برس» حصول مواجهة مع القوات الحكومية في قرية شمال جوز بيضا، واصفين المعارك بأنها كانت «عنيفة واستمرت ساعات». وقال عبدالرحمن كلام الله الناطق باسم تحالف المتمردين «خضنا معارك عنيفة مع قوات (الرئيس التشادي إدريس) ديبي منذ الساعة الخامسة هذا الصباح (...) كان الأمر عنيفاً جداً، المعارك استمرت ساعات». وأكد أن «القوات الحكومية تعرضت لخسائر جسيمة (...) نحن نستخدم أكثر من ألف آلية. اننا نحتل أم دام تماما والهدف يبقى نجامينا». في غضون ذلك، عاد المبعوث الأميركي عرايشن إلى الخرطوم للمرة الثانية منذ تعيينه، عقب اجرائه مشاورات مع الأطراف المعنية بأزمة دارفور في القاهرة ونجامينا والدوحة التي اصطحب معه إليها وفداً من «حركة العدل والمساواة» لمواصلة مفاوضاتها مع الحكومة السودانية. وأجرى غرايشن محادثات مع النائب الأول للرئيس رئيس حكومة إقليمجنوب السودان سلفاكير ميارديت ومساعد الرئيس مسؤول ملف دارفور نافع علي نافع ومستشار الرئيس غازي صلاح الدين. وتناولت المحادثات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد وجهود الوسطاء لاقناع أطراف النزاع في دارفور بوقف النار للثلاثة أشهر لتهيئة الاجواء أمام مفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام يُنهي الأزمة في الاقليم، واتخاذ خطوات عملية لمنع تدهور الاوضاع الانسانية هناك واحلال منظمات دولية بدل المنظمات التي طردتها الحكومة، والاتفاق على «خريطة طريق» لتسوية القضايا العالقة التي تعطل تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن. وفرضت السلطات السودانية طوقاً من السرية على نتائج محادثات مسؤوليها مع المبعوث الأميركي، ومنعت الصحفيين والمصورين من الاقتراب من مواقع لقاءات الجانبين. كما رفض المسؤولون الادلاء بأي تصريحات صحافية. لكن غرايشن قال للصحافيين عقب لقائه سلفاكير إن بلاده تعمل على الدفع في اتجاه تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد عبر إقرار القوانين والإجراءات الخاصة بعملية استفتاء مواطني اقليمجنوب البلاد على تقرير مصيرهم في العام 2011 «لعكس الإرادة الحقيقة للجماهير بنزاهة وشفافية حتى تحظى بقبول المجتمع الدولي والأطراف المعنية»، موضحاً أن واشنطن ستعمل الى جانب حكومة السودان لمعالجة المشكلات التي تواجه اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل سواء كانت تلك المتصلة بالإحصاء السكاني الذي يتحفظ الجنوبيون على نتائجه أو ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها. كما أجرى مسؤول الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة جون هولمز الذي يزور البلاد محادثات مع وزارة الشؤون الانسانية وعقد لقاء موسعاً حضره مسؤولون في الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والمنظمات الانسانية لمراجعة الاوضاع الانسانية في دارفور والآثار المترتبة على طرد الخرطوم 13 منظمة دولية من الاقليم. ودعا هولمز الحكومة الى اعادة النظر في قرارها طرد المنظمات من دارفور، وقال للصحافيين إن القرار ليس له ما يبرره «وما زلنا نأمل في مراجعته». ورحب بالخطوات التي اتخذتها الحكومة لمعالجة الاوضاع التي خلفها طرد المنظمات وموافقتها على عمل وكالات الأممالمتحدة ومنظمات دولية في دارفور للحلول محل المنظمات المطرودة.