قادت فتاة سعودية «متنكرة» بزي رجل سيارة من طراز «سكودا 2008» بسرعة عالية في مدينة أبها صباح أمس، لكنها انحرفت واصطدمت بخمس سيارات كانت متوقفة إلى جوار الشارع العام في حي النميص، متسببة بأضرار كبيرة في بعضها، ولم تتسبب الحادثة في إصابة أحد لأن غالبية الناس كانوا نياماً وقتها. وفوجئ المارة وأصحاب السيارات الذين خرجوا مسرعين لمعرفة من تسبب بتلك الأضرار لسياراتهم، إذ رأوا فتاة في العقد الثاني من عمرها تجهش بالبكاء، فيما سارعت فرق من دوريات المرور والأمن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى المكان، وسلّمت الفتاة إلى الشرطة التي أحالتها إلى مستشفى عسير المركزي، ثم جرى الإفراج عنها بعدما حضر والدها الذي يعمل دكتوراً. وأكد ب. الغامدي أن سيارته تضررت نتيجة الحادثة. وقال ل«الحياة»: «استيقظت على صوت موظف الاستقبال في الشقق المفروشة التي كنت أقيم فيها، يخبرني بأن سيارتي تعرضت لصدمة، فخرجت مسرعاً لأجد أن من تسبب في الحادثة فتاة تنكرت بزي رجل ورسمت شارباً بواسطة الكحل وهي تصرخ وتتألم، وإلى جوارها رجال أمن وآخرون من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم استدعي ولي أمرها». ولفت إلى أن صاحب إحدى السيارات المتضررة وهي من طراز «GMC 2010» رفض التنازل عن حقه في التعويض عن الأضرار التي لحقت بسيارته. من جهته، أكد مدير إدارة مرور منطقة عسير العميد حنش الشهري أن الفتاة تسببت في الحادثة. وقال ل«الحياة»: «الحادثة وقعت عند السابعة صباحاً عندما اصطدمت سيارة تقودها فتاة بعدد من السيارات المتوقفة، ما أدى إلى حدوث تلفيات في بعض السيارات، لكن لم تؤدِ إلى وقوع إصابات». وأضاف أن الجهات المعنية استدعت ولي أمرها، وجرى اتخاذ الإجراءات النظامية وفق الأنظمة والتعليمات المرورية في مثل هذه الحالات. يذكر أن مناطق مختلفة سجلت حوادث مرورية تسببت بها فتيات، أشهرها تلك التي وقعت شرق مدينة الرياض العام الماضي وذهبت ضحيتها فتاة كانت تقود سيارتها ليلاً. وتثير قيادة المرأة السيارة جدلاً كبيراً في الأوساط السعودية، خصوصاً في المدن التي تمنع فيها الجهات الأمنية ذلك منعاً باتاً، وتستدعي ولي أمر من تفعل ذلك ليوقّع على تعهد بعدم تكرار هذا الأمر، لكن المفارقة أن نساء سعوديات يقدن سياراتهن في القرى النائية ولا يعترض أحد على ذلك.