بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عصر أمس مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري «التطورات في المنطقة، إضافة الى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها». وأوضحت «وكالة الانباء السعودية» أن البحث جرى في مجمل الأحداث في حضور الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية. وحضر الوفد المرافق للحريري من الجانب اللبناني وضم النائب السابق باسم السبع والسيد عدي الشيخ ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري والمستشار هاني حمود. وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز استقبل الحريري والوفد المرافق له وبحث معه العلاقات الثنائية «وأهم التطورات الإقليمية والدولية». وتأتي محادثات الحريري في الرياض في إطار الجولة العربية - الإقليمية التي يقوم بها للتشاور مع عدد من قادة المنطقة قبل اجتماعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين المقبل في واشنطن. وإذ يلتقي الحريري اليوم الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن يشارك في بيروت في استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في هذا السياق، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أنه سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت المقبل، وينتقل في اليوم نفسه الى أنقرة للاجتماع الى نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على أن يلتقي الأحد المقبل قبل سفره الى واشنطن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي سيزور سورية السبت ويلتقي الرئيس الأسد صباح الأحد ثم ينتقل ظهراً الى بيروت. وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل «الحياة» أن زيارة كوشنير لكل من دمشقوبيروت تهدف الى نقل رسالة الى الجانب السوري حول أهمية الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ولبنان في سياق ما سبق أن صرح به عن الحاجة الى مسألة ضبط تدفق السلاح عبر الحدود. وإذ يترقب الوسط السياسي الحركة الخارجية للحريري هذا الأسبوع والأسبوع المقبل في سياق التحرك الذي يقوم به تحت عنوان «حماية لبنان» من التهديدات الإسرائيلية، أعلن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أن «جولة الحريري الخارجية تكتسب أهمية خاصة لأنها تأتي في ظرف دقيق بات يحتم إعادة الاعتبار الى تلازم المسارات بعيداً من تعابير الحقبة السابقة ومصطلحاتها التي شاع فيها استخدام كلمة الوصاية». وكان الحريري وصف زيارة أمير الكويت للبنان، في حديث الى وكالة الأنباء الكويتية، بأنها لتنسيق المواقف، مشدداً على أنه «تنسيق لم ينقطع يوماً في مختلف الميادين». وامتدح مواقف الكويت حيال لبنان، مشيراً الى دورها في تنقية الأجواء العربية. وتشهد زيارة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اهتماماً رسمياً وسياسياً استثنائياً على الصعيد اللبناني في سياق الحركة الديبلوماسية والسياسية الخارجية تجاه لبنان. وشدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أهمية «وحدة اللبنانيين في مواجهة أي خطر مصدره إسرائيل». وعلى الصعيد الداخلي شهدت محركات الماكينات الانتخابية في الانتخابات البلدية تسارعاً في نشاطها، قبل أيام معدودة على موعدها في منطقة الجنوب الأحد المقبل، لا سيما في مدينة صيدا التي أعلن رئيس بلديتها الحالي عبدالرحمن البزري، بعد انطلاق المنافسة بين لائحة رجل الأعمال محمد السعودي مدعومة من «تيار المستقبل» والعائلات الأخرى يدعمها النائب السابق أسامة سعد، أنه لم يشارك في تشكيل أي من اللائحتين. وتناول المكتب السياسي ل «حزب الكتائب» في بيان أصدره ليل أمس الاستحقاق البلدي فأسف «أن تكون الانتخابات البلدية وما رافقها من سجالات ومعارك كلامية أرهقت الإعلام المرئي والمسموع قد نجحت في تحويل الأنظار عن القضايا المصيرية والتهديدات المباشرة والمستمرة للبنان وعن ارتدادات الأزمات الإقليمية والبؤر المتفجرة في المنطقة على لبنان». وتساءل الحزب في بيانه عن «الخطة التي وضعتها الحكومة لمقاربة الاستحقاقات الداهمة والتهديدات، وهل هي في الجهوزية العسكرية، وهل هذا متاح؟ أم في المعالجة الديبلوماسية ورص الصفوف الداخلية وهل هذا متوافر؟».