شكل اللقاء الاحتفالي بصدور العدد 400 من «المجلة العربية»، أخيراً، وحضره إعلاميون ومثقفون وتحدث فيه رئيس تحرير «المجلة» الدكتور عثمان الصيني، ومجموعة من الإعلاميين والمثقفين، مناسبة لتأمل أحوال المجلات الأدبية وسواها. ولئن كانت «المجلة العربية» خطت خطوات واسعة، باتجاه حضور جديد شكلاً ومضموناً، إضافة إلى المطبوعات التي تصدر عنها أو معها، فإن مشكلة التوزيع وانتشارها في المملكة تحديداً لا تزال قائمة، ولا يبدو أن حلاً لها يلوح في الأفق، فكما عبر الدكتور خالد الفرم(عكاظ) أن المجلات في شكل عام إلى انحسار بسبب عوامل كثيرة، بسبب التحديات التي تواجهها. لكنه طالب بتغييرات في مضمون وشكل المجلة، لعلها تحقق انتشاراً، حين تتوجه إلى شريحة واسعة من القراء وليس فقط إلى النخبة. لكن في المقابل المجلة تشهد إقبالاً لافتاً في دول عربية، توزع فيها. وسعت المجلة، بحسب الدكتور الصيني - وما تزال - إلى الحضور عبْر تعاون وعلاقات مشتركة بينها وبين الجامعات مثلاً، عبْر ما يسمى «أسبوع المجلة العربية». وقال إبرهيم التركي(الجزيرة) إن المجلة العربية أصبحت تقرأ ويأخذ القارئ وقتاً حتى ينتهي منها، مشيراً إلى أن رئيس التحرير قادر على إحراز تطوير أكبر. في ما قال مفتاح إن المجلة لها من اسمها نصيب، لافتاً إلى الشمولية في المواد، التي تنشر من عدد من بلدان الوطن العربي. جاسر الجاسر (الوطن) قال إن الصيني نجح في تقديم المجلة في شكل جذاب، إذ أصبحت رشيقة ومقروءة، لكنه طالب بما سمّاه «ضربات قوية»، مثل تغيير الاسم والحجم، إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أن المجلة حققت تطوراً مهماً، ولا سيما في الكتب التي تصدر عنها، معتبراً أن صدور كتاب هاشم صالح ينم عن جرأة، وتحول في دور المجلة، باتجاه تحديث لا تزال بعض المؤسسات الثقافية، مترددة فيه. وقال خلف الحربي(عكاظ) إن هناك صحافة حقيقية في المجلة، وأن المواد لم تعد أدبية بحتة، إنما شهدت تنوعاً وتوسعاً فأصبحت هناك مواد سينمائية وفنية وسواهما. في ما لفت الدكتور فالح العجمي إلى أن المطبوعات الرديفة تبدو «ثقيلة» على المجلة، مطالباً بإطار عام يجمع هذه الإصدارات. وهناك من طالب بالتوسع في الترجمات من بعض اللغات مثل الماليزية والكورية والفرنسية وسواها. وفي ختام اللقاء الاحتفالي قال الدكتور عثمان الصيني إنهم بصدد إعداد خطة توزيع جديدة، وكشف عن خطوات جديدة أخرى ستشهدها المجلة في المستقبل القريب، بعد أن يتم ترميم مبناها، ومنها منتدى ثقافي يجمع المثقفين باختلافهم. وكشف الصيني عن رغبة في تغيير اسم المجلة، لكن خشية عدم التمويل دفعته إلى صرف النظر عنها. يذكر أن المجلة، ومنذ أن صدر العدد الأول منها في آب (أغسطس) 1975، تعاقب على الإشراف عليها بعد وفاة الشيخ حسن الدكتور عبدالعزيز الخويطر والدكتور خالد العنقري و إياد مدني ويتولى الإشراف العام عليها الآن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، كما تعاقب على رئاسة تحريرها بعد الدكتور منير العجلاني الأستاذ حمد القاضي والدكتور عبدالعزيز السبيل. وبحسب افتتاحية رئيس التحرير في العدد الجديد (400) ما زالت المجلة لأكثر من ثلاثة عقود محافظة على الخط الذي انتهجته منذ بداية صدورها، وعبَّرت عنه في افتتاحية العدد الأول بأن هذه المجلة ليست مجلة وزارة المعارف وإن كانت تعتز بتوجيه وزيرها وإشرافه وإنها مجلة العرب لأنها تصدر عن المملكة العربية السعودية». ويقول الدكتور الصيني: لم تعد المجلة العربية هي المجلة الشهرية فقط، بل اتسعت وتطورت لتصبح مؤسسة ثقافية تعنى بأمور الثقافة والنشر وإن كانت المجلة الشهرية هي عمودها الفقري، فأصبح مع المجلة كتيب شهري مجاني في 32 صفحة تطور إلى أن أصبح كتاب المجلة الشهري يزيد على المئة صفحة ويبلغ في بعض أحيانه المئتين. وهناك سلاسل الكتب المستقلة عن المجلة الشهرية وهي سلسلة التأليف وتعنى بالكتب المؤلفة أصلاً بالعربية، وسلسلة الترجمة وتعنى بترجمة أهم وأحدث الكتب من اللغات المختلفة فترجمت من الإنكليزية والفرنسية والرومانية وفي الطريق كتب مترجمة عن الألمانية والصينية واليابانية والتركية، وسلسلة المفاهيم التي تعنى بالتعريف بالمفاهيم الحديثة، وسلسلة الريادة وثلاث سلاسل لقصص الأطفال بحسب فئاتهم العمرية، وهناك موقع المجلة الإلكتروني الذي يقدم الثقافة بالوسائط الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية كما يقدم الأخبار الثقافية اليومية ووحدة الدراسات والبحوث التي ستصدر دراستها الثقافية الوطنية الأولى خلال أشهر».