أعلنت شركة «هواوي» الصينية ضخ نحو 38.3 بليون دولار في البحث والتطوير خلال السنوات العشر الماضية، لتصبح من بين أكبر شركات الاتصالات والهواتف الذكية في العالم. وعلى رغم أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم توقعت أن يكون العام الحالي «صعباً» نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي والمنافسة الشديدة، لكنّ مسؤولين من الشركة أفادوا خلال «المؤتمر العالمي للهواتف المتحركة» الذي اختتم أعماله في برشلونه نهاية الأسبوع الماضي، بأن «هواوي» تخطط لإنفاق نحو 8 بلايين دولار على البحث والتطوير خلال العام الحالي، بعد أن أنفقت 6.6 بليون دولار خلال العام الماضي، ونحو 5.1 بليون دولار خلال 2014. وعلى رغم أن الشركة دخلت سوق الهواتف المتحركة بعد شركتي «سامسونغ» الكورية و «أبل» الأميركية، غير ان رئيسها التنفيذي ريتشارد يو، أكد أن «هواوي مصممة على أن «تقود العالم في مبيعات الهواتف المتحركة بحلول عام 2020»، بعدما احتلت المرتبة الثالثة عالمياً، نتيجة إنفاقها بقوة على البحث والتطوير. وقال يو خلال «المؤتمر العالمي للهواتف الذكية»، ان «هواوي تحتل المرتبة الأولى في الصين، في ما يتعلق بقطاع الاتصالات ومبيعات الأجهزة، وتخطط لتتفوق على منافسيها، أبل وسامسونغ، اللذين يملكان علامة تجارية قوية، ولكن شركتنا، لديها منتجات أفضل». أما نائب الرئيس لقطاع العلاقات العامة في الشركة، توي تان، فأكدت ل «الحياة»، أن نحو 45 في المئة من اجمالي الموظفين في الشركة يعملون في قطاع البحث والتطوير، وأن شحناتها من الهواتف الذكية ارتفعت 44 في المئة سنوياً إلى 108 ملايين عام 2015، بفضل المبيعات القوية في الصين والشرق الأوسط وأوروبا الغربية، في موازاة سعيها لتغيير صورتها من شركة لإنتاج هواتف رخيصة إلى شركة قادرة على إنتاج هواتف عالية المواصفات. وأعلنت أن الشركة سجلت خلال الربع الثالث من العام الماضي نمواً نسبته 7.5 في المئة في قطاع الهواتف الذكية، علماً أن «سامسونغ» تستحوذ على 23.8 في المئة من السوق العالمية، و «آبل» 13.5 في المئة، وفقاً لشركة البحوث «آي دي سي». ويأتي أداء «هواوي» المتفائل، في وقت تستعد شركات الهواتف الذكية الكبرى لخوض سنة صعبة، إذ تتوقع «سامسونغ» بيئة عمل صعبة بسبب ضعف الاقتصاد العالمي والمنافسة الشديدة، في حين أفاد تقرير لصحيفة «نيكاي» اليابانية، بأن «آبل» قد تخفض إنتاجها من أحدث هواتف «آيفون» بنسبة 30 في المئة في الربع الأول من السنة بسبب المخزون المتزايد. وأكدت تان، أن إيرادات أعمال «هواوي» الموجهة إلى المستهلكين، والتي تبيع منتجات مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، قفزت 70 في المئة على أساس سنوي إلى 20 بليون دولار في 2015. وقالت أن أرباح المجموعة تجاوزت 46 بليون دولار العام الماضي. اما نائب الرئيس الإقليمي لمجموعة أعمال «هواوي ديفايس» أشرف فواخرجي، فأكد ل «الحياة»، أن نسبة مبيعات الهواتف في المنطقة العربية، نمت عام 2015 بمعدل 44 في المئة. وأضاف أن مبيعات «هواوي» في المنطقة العربية، تعتبر الأولى خارج الصين، وتحديداً السوق السعودية، ثم الإماراتية في ما يتعلق بمبيعات هاتفي «ميت 7» و «ميت 8» اللذين أطلقتهما مطلع السنة.