بعض القيادات التي ينصبها تنظيم القاعدة هنا وهناك، ويسلط عليها أضواءه الإعلامية، تدل على هشاشة هذا التنظيم وتخبطه أحياناً، ومكره أحياناً أخرى، إذ ومنذ أن ارتدى المطلوب 81 في قائمة ال85 نايف القحطاني، وشاح القيادة والممول الرئيسي لعمليات تنظيم «القاعدة» في اليمن 2008، بعد أن زج التنظيم باسمه في جميع مخططاته، من أجل تحفيز الشبان السعوديين في المملكة للقدوم إلى اليمن، ولا سيما أن الحكومة الأميركية وصفته بإدارة عمليات التنظيم في اليمن، وتنسيق الاتصال بين خلايا «القاعدة» في اليمن والسعودية، تبين افتقار التنظيم إلى الكوادر المؤهلة، ولا سيما أن مصادر مطلعة ذكرت ل«الحياة»، أن القحطاني الذي شغل الخارجية الأميركية، ليس إلا إمعة للتنظيم في اليمن، ويوصف من زملائه، ب«الثرثار»، وعاشق النوم. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أعلنت الأربعاء الماضي، فرض عقوبات على قادة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، تشمل حظر السفر وتجميد الأرصدة، رداً على إعلان التنظيم مسؤوليته عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية فوق ولاية ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي، واستهدفت العقوبات بوجه خاص مسؤول العمليات اليمني قاسم الريمي والمطلوب السعودي نايف القحطاني. وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي، أن أبو همام القحطاني، التحق في تنظيم «القاعدة» قبل تأسيسه بقيادة اليمني ناصر الوحيشي بنحو سنة، وتلقى تدريباته على يدي القائد العسكري للتنظيم اليمني قاسم الريمي، الذي طلب منه أن يوجه تهديدات ضد مواقع حيوية وأخرى مختلفة في السعودية، بواسطة تسجيل على شريط فيديو، وذلك كون وجود شاب سعودي في عمليةٍ ما أقوى وقْعاً على الشبان السعوديين من اليمني إعلامياً، ولا سيما بعد أحداث 11 (سبتمبر). وقالت المصادر، إن القحطاني أنهى تسجيل المقطع المرئي الذي طُلب منه بإشراف ومتابعة من قاسم الريمي، لكنه لم يعرض بسبب عدم ظهوره بالصورة المطلوبة التي اعتاد عناصر التنظيم على الظهور بها في مقاطعهم المرئية، وهم يتسمون بالقوة التي ترتسم على محياهم، وطلاقة في الحديث في محاولة لاستعطاف المتلقين، وتم إيداع المقطع الذي تجاوزت مدته 13 دقيقة في أرشيف «القاعدة» في اليمن. ووصفت المصادر أبا همام بأنه ليس إلا إمعة في تنظيم «القاعدة» في اليمن، لتحريض الشبان السعوديين في المملكة، وتحفيزهم للقدوم إلى اليمن، من خلال الزج باسمه في مطبوعات التنظيم على مواقع التنظيم الإلكترونية، لكن القحطاني يفتقد القدرة على الخطابة، ووصف بأنه «ضعيف من الناحية الشرعية والسياسية والتدريبية». ولفتت المصادر إلى أن وسائل الإعلام ضخّمت من شأنه، واتُهم بدعم التنظيم مالياً، والشروع في عمليات إرهابية تستهدف السعودية واليمن، كما زج التنظيم باسمه كأحد المخططين لعملية استهداف السياح الإسبان في عرش بلقيس في محافظة مأرب اليمنية. وأكدت المصادر، أن المطلوب رقم 81، لم يسبق له المشاركة في عمليات التنظيم، وهو بعيد عن الأمور القتالية بسبب عدم إتقانه المواجهات، وقالت: «كاد القحطاني يتسبب في القبض على ثمانية من عناصر التنظيم، أثر محاصرة القوات الأمنية اليمنية لهم في محافظة شبوه، بسبب ارتباكه وشخصيته المهزوزة في العمليات العسكرية». ولفتت المصادر إلى أن القحطاني يخشى التجول، ويفضل البقاء طويلاً داخل المنازل، ويعيش في منزل في منطقة وائلة اليمنية التي بقي فيها نحو 18 شهراً، وانتقل بعدها إلى المقر الإعلامي للتنظيم داخل أحد المنازل في مأرب، مشيرة إلى أنه يعشق النوم لساعات طويلة تستمر إلى 14 ساعة، ويُشغل زملاءه بكثرة «الثرثرة». وذكرت المصادر، أن التنظيم منع المطلوب القحطاني من الدخول إلى السعودية متسللاً، إذ كان ينوي زيارة أسرته في منطقة عسير (جنوب غرب المملكة)، وذلك تحسباً من القبض عليه من الأجهزة الأمنية المنتشرة على الحدود السعودية - اليمنية.