على الورق، فإن لدى المنتخب الفرنسي نجوماً من الأفضل في العالم في كل مركز من الملعب، لا تنقصهم الخبرات ولا المهارات ولا القدرات على تحقيق أبرز الإنجازات، فقط تنقصهم تعليمات رجل كفء يحظى بثقتهم، فالمدرب ريمون دومينيك أثبت عقمه على مدى سنوات طويلة، وحتى النجاح في الوصول إلى المباراة النهائية من مونديال 2006 كان بفضل البارع زين الدين زيدان، وليس بحنكته، مثلما يؤمن الكثير من الفرنسيين، حتى تمكّن من اكتساب سنوات جديدة في القيادة أضاعت مواهب كثيرة، فإخفاق يورو 2008 كان دليلاً على عجز المدرب، خصوصاً أن الأسماء الكبيرة في الفريق اختفت داخل الملعب، فيما كانت التصفيات الأخيرة تجربة مريرة ومخاضاً عسيراً، ومع ذلك ما زالت لدى دومينيك كتيبة من النجوم يفترض أن تصل بالفريق إلى أدوار متأخرة. ومنذ اعتزال زيدان، بات دومينيك يفضل طريق لعب 4-4-2، لكن مشكلاته زادت برغبته في تجديد الدماء، حتى باعتزال الحارس غريغوري كوبيه، فإن الفريق بات يعتمد على حارسين يافعين لم يعرف بعد من الأساسي منهما، الأول حارس مرسيليا ستيف مانداندا وحارس ليون هوغو لوروا. أما في الخط الدفاعي فإن الخبرة متوافرة بين نجومه، على رأسهم مدافع أرسنال الإنكليزي ويليام غالاس (33 عاماً و78 مباراة) ومدافع برشلونة اريك ابيدال (31 عاماً و52 مباراة)، إضافة إلى الظهيرين المتألقين باتريس ايفرا (مانشستر يونايتد)، وباكاري سانيا (أرسنال)، والمخضرمين جوليان ايسكوديه (31 عاماً)، وجان الين بومسونغ (31 عاماً)، وسباستيان سكيلاتشي (30 عاماً)، وفيليب مكسيس 28 عاماً، والخط الخلفي على الورق يبدو صلباً وقوياً، مثلما هو خط الوسط، إذ يعتمد دومينيك على الجناحين المتألقين فرانك ريبيري، الذي عادة ما يعطيه المدرب حرية التحرك في الملعب، وفلوران مالودا، فيما يعتمد على لاعبي ارتكاز، أولهما القائد باتريك فييرا في حال استعاد كامل عافيته، وإلى جانبه إما نجم ريال مدريد لاسانا دايارا أو نجم ليون جيريمي تولالان، فيما يملك المدرب أسلحة أخرى تمكّنه من تغيير أسلوب اللعب في حال أشرك سمير نصري أو حاتم بن عرفة أو يوان جيركوف، وجميعهم من أصحاب المهارات العالية والقدرة الكبيرة على فتح ثغرات في دفاعات الخصوم. لكن تظل الورقة الرابحة في منتخب «الديوك» في الخط الهجومي، المفترض أنه يتمتع بمزايا لا تملكها منتخبات أخرى في المونديال، إذ تتنوع المواهب بين السرعة والقوة الجسدية والمراوغات الماكرة والقدرات التهديفية، على رأسهم تييري هنري صاحب الرقم القياسي في عدد تسجيل الأهداف لمنتخب فرنسا (51 هدفاً)، وقد يشاركه الخط واحد من أكثر من 10 مواهب هي الأبرز في القارة الأوروبية، بينها هداف تشلسي نيكولاس انيلكا، ومهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، والمخضرمون جبريل سيسي وسيدني غوفو ولويس ساها، والصاعدون اندري بيير جينياك وبافيتمبي غوميز. من الطبيعي لمن يرى هذه الأسماء أن يتوقع دوراً لا يقل عن نصف النهائي يتوجب على المنتخب الفرنسي أن يحققه في النهائيات المقبلة، لكن في ظل قيادة المكروه دومينيك، فإن أمل الفرنسيين ينصب على خروج يحفظ ماء الوجه، وهو ما تأمله منتخبات مغمورة مثل سلوفاكيا وسلوفينيا وكوريا الشمالية ونيوزيلندا.