اعتبر تحالف المعارضة السودانية اعتقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وإغلاق الصحيفة الناطقة باسمه «ردة عن الحريات وعودة إلى مربع مصادرة الحريات والترهيب والقمع وتغطية لفضيحة تزوير الانتخابات». واقتادت قوة من الأمن ليل السبت - الأحد الترابي من مقر إقامته في ضاحية المنشية في شرق الخرطوم إلى مقر الأمن السياسي قبل تحويله الى سجن في الخرطوم بحري سبق أن أوقف فيه خمس مرات منذ خلافه مع حلفائه السابقين في السلطة واستقلاله بحزب المؤتمر الشعبي في عام 1999. وأعتقل الترابي آخر مرة في آذار (مارس) 2009 عندما طالب الرئيس عمر البشير بتسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ويعتقد أن توقيف الترابي له صلة بتوسع نشاط متمردي «حركة العدل والمساواة» في دارفور. وترى الخرطوم ان الترابي يرتبط بعلاقة مع زعيم الحركة خليل إبراهيم. وحذّرت قوى المعارضة في مؤتمر صحافي أمس في مقر حزب المؤتمر الشعبي من «ردة الحكومة عن الحريات». وقالت في بيان تلته مساعدة الأمين العام لحزب الأمة مريم الصادق المهدي إن اعتقال الترابي وإغلاق صحيفة «رأي الشعب» الناطقة باسم حزبه خطوة من حزب المؤتمر الوطني لمحاصرة القوى السياسية تحت ظل قانون الطوارئ والأمن لملاحقة المناضلين و «لتغطية فضيحته في تزوير الانتخابات». ودانت قوى المعارضة «القمع والاعتقالات والتراجع عن التحول الديموقراطي»، وشددت على ضرورة اتخاذ خطوات شاملة نحو انتفاضة شعبية. وهدد نائب الترابي في المؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد بأن حزبه سيسلك كل الطرق لحماية زعيمه، وقال إنهم على استعداد لتقديم رؤوسهم من أجل زعيمهم «ولن نقف مكتوفي الأيدي»، موضحاً أن الحزب الحاكم بعد «فضيحة تزوير الانتخابات» وجد نفسه محاصراً، مشيراً إلى أن الترابي يمتلك معلومات وأدلة على تزوير الانتخابات، وهو أمر تنفيه الحكومة. ورأى أن تصرفات الحكومة غير عاقلة وتقودها إلى مهلكها. إلى ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة «رأي الشعب» ياسين عمر إن قوة من الأمن دهمت مقر صحيفته وصادرت الكميات المطبوعة وأوقفت عملية الطباعة واعتقلت نائب رئيس التحرير أبو ذر علي الأمين والمسؤول الإداري ناجي دهب والمحرر العام أشرف عبدالعزيز المحرر العام، ومسؤول الطباعة أبو بكر السماني. وأغلق جهاز الأمن الصحيفة من دون أي إخطار مسبق من مجلس الصحافة والمطبوعات. وكانت الصحيفة نشرت قبل يومين تقريراً عن تصنيع الحرس الثوري الإيراني أسلحة في السودان وتهريبها الى حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في قطاع غزة عبر حدود البلاد الشرقية. ونفى وزير الإعلام الزهاوي إبراهيم مالك أن يكون اعتقال الترابي بسبب تصريحات أدلى بها عن تزوير الانتخابات باعتبار أن لا اعتراض على أي عمل سلمي في المعارضة.