عرض زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في مقره التطورات مع السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري، فيما تواصلت مواقف التضامن مع المملكة العربية السعودية رداً على اخلال لبنان بالإجماع العربي. سليمان: النأي وصفة خاطئة واستبعد الرئيس السابق ميشال سليمان بعد لقائه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس استقالة الحكومة والوصول إلى الانهيار الكامل». وشدد سليمان بعد زيارته الوزير المستقيل أشرف ريفي على «العلاقات التاريخية مع الدول العربية، لا سيما مع دول الخليج»، مشيراً إلى «أننا شعب متماسك وإذا ترك الشعب على خياره فهذا قوة للبنان، وموقفنا مع الدول العربية هو موقف إلزامي». وذكر بأن «إعلان بعبدا يدعو الى تحييد لبنان عن الصراعات، ما عدا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والالتزام بالشرعية الدولية وما يتعلق بالإجماع العربي». وأكد أن «النأي بالنفس وصفة خاطئة. وهذا القرار (العربي) كان يجب الموافقة عليه من دون تردد». وأشار ريفي إلى «أننا كرفاق سلاح أثبتنا أننا أقوى من كل الجيوش التي كانت تفاخر بقبضتها الحديدية، والتي تضعضعت عند أول مفترق. وكمكوّن سياسي مهم علينا ان نثق بأنفسنا لنكمل الطرح السيادي لتحقيق الأفضل، فإما أن نلعب دورنا كاملاً أو فلنغير قواعد اللعبة». بهية الحريري وعقدت النائب بهية الحريري لقاء تضامنياً مع المملكة والإجماع العربي في مقرها بمشاركة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة. وتخلل اللقاء توقيع العريضة التضامنية التي اطلقها سعد الحريري. وأكدت الحريري «التزامنا خيار الدولة من دون سواه لأنه خلاص لكل اللبنانيين». وقالت: «نجدد وفاءنا لمملكة الخير والعطاء، المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز»، مناشدة «الأشقاء العرب عدم التخلي عن لبنان في هذه الظروف بالذات، وكلنا ثقة بأنهم يحفظون للشعب اللبناني مكانة محترمة عبروا عنها خلال عقود من الزمان من الدعم والاستضافة والمؤازرة في المحن والتحديات». وقال السنيورة ان لبنان «بلد حسم ما يسمى هويته بأنه عربي الهوية والانتماء وحسم رأيه بأنه بلد ديموقراطي وحر وحريص على الحريات وعلى علاقته مع أشقائه». وأكد «حرصنا على عدم اللجوء إلى أي نوع من انواع العنف، بل نمد يدنا للحوار ولكن مستندون دائماً الى اننا حريصون دائماً على سلمنا الأهلي». وقال: «نحن حريصون على انه في أي قرار يتخذ بالإجماع في الجامعة العربية يجب ان نسير به. فالأمر محسوم وليس هناك من مجال لما يسمى النأي بالنفس». وشدد على «ان رئيس الحكومة في الدستور هو الذي ينطق باسم الحكومة. ونريد من الحكومة ان تحترم الدستور واتفاق الطائف والبيان الوزاري الذي اخذت الثقة على اساسه، وألا تفرط بأمر اساسي له علاقة بعلاقة لبنان بالدول العربية وعلاقة لبنان واللبنانيين بمصلحتهم الأساسية في انهم مفتوح لهم المجال في التعاون مع اشقائهم في الدول العربية لما فيه مصلحتهم ومصلحة هذه البلدان». ورأى ان «للخروج من هذا المأزق يجب ان نكون واضحين، لم يعد هنالك من مجال للمواقف الرمادية، وأعتقد بأنه يمكن رئيس الحكومة تمام سلام الناطق باسم الحكومة إزالة هذه الغيمة العابرة». وتوقف عند «من يحاول ان يخرب سمعة اللبنانيين في وجودهم في الخارج، من خلال اكتشاف كل يوم خلايا موجودة في تلك الدول متدربة في لبنان او تتعاون مع احد التنظيمات في لبنان. وهذا الأمر ليس من مصلحة لا لبنان ولا اللبنانيين». وتوقف عضو الكتلة محمد الحجار عند «أحد أشكال الاحتقان وهو «سرايا حزب الله» التي يزرعها في كل المناطق، فممارسات هذه الجماعات الاستفزازية والإرهابية والمتعمدة لإثارة الفتنة الداخلية، كما حصل في السعديات، تدفعنا إلى مطالبة الحزب بوضع حد لهذه السرايا لكنه لا يستجيب. لذلك نحن اليوم في صدد إعادة تقويم الموقف ودرس جدوى الحوار مع الحزب، وسنحدد موقفنا بناء على لقائنا مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري». فتفت: اين مصالحنا ولفت عضو الكتلة احمد فتفت الى «تغيّر كبير في الشرق الأوسط وفي طبيعة النظام السعودي، فنحن امام جيل من الشباب المتعلم، المثقف وذي براغماتية سياسية»، مذكّراً بأن «السعودية قدمت الكثير للبنان»، ومشيراً الى ان «السلطات السعودية ستذهب بعيداً في الدفاع عن مصالحها». وإذ دعا إلى «وضع مصالحنا نصب أعيننا لتحقيقها»، قال «هناك فريق يسعى إلى جعل المشروع الإيراني هو الأولوية». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا أن إيقاف الهبة السعودية عن لبنان «لا يعني انه لم تعد هناك إمكانات للجيش اللبناني»، مشيراً الى «تطمينات من فرنسا وأميركا لمواصلة دعم الجيش بالأسلحة والعتاد ما يعني أننا لسنا مكشوفين». ودعا السياسيين الى «اعلان عدم استسلامهم أمام المحور الذي يحاول ان يجرنا الى الصراعات كي لا نكون ساحة للصراع وكي نحافظ على هوية لبنان ودستوره». وقال ان لبنان «ليس امارة عربية ولن يكون حتماً ولاية تابعة للولي الفقيه»، موجهاً رسالة الى «حزب الله» بالقول: «سياستك وسلاحك لن يرغمانا على تغيير قناعاتنا». واتهم «حزب الله ومن ورائه ايران بتطيير الانتخابات الرئاسية في لبنان». واعتبر «ان اعلان النوايا والمصالحة التي حصلت مع «التيار الوطني الحر» لا يعنيان ان «هناك رؤية موحدة في كل المواضيع بل اتفاق على احترام التنوع».