«قرود» الباحة فترات طويلة مضت ولم يزل أهالي منطقة الباحة يعانون من ذلك السيناريو الممل الذي حتّى هذه اللحظة لم يجد المخرج المتمكّن من حل تلك المعادلة الصعبة والبسيطة في الوقت نفسه، وهي غزو القرود من نوع «البابون» لمنطقة الباحة ومحافظاتها وقراها المنتشرة، سواء كان ذلك في قطاع السراة الذي يكثر فيها القرود بشكل كبير جدًَا ولافت للانتباه، أو في السهول التهامية للمنطقة والممتدة عبر محافظة المخواة وقلوة في القطاع المحاذي للساحل الغربي لمنطقة الباحة، بل ووصلت الحال في الأعوام الأخيرة إلى الجزء الشرقي من منطقة الباحة، وهو محافظة العقيق التي كانت إلى عهد قريب تخلو تماماً من القردة. المزعج في الأمر وصول تلك القرود إلى التوغل داخل المنازل وأفنيتها، وإلى الكليات والمدارس وغيرها من الإدارات الرسمية من دون مبالاة من الجهات الرسمية ذات الاختصاص، سواء كانت الأمانة وبلدياتها الفرعية الموزعة في انحاء المنطقة، أو جهات أخرى معنية بذلك الشأن البالغ الخطورة، ولقد سبق لي طرح موضوع بذلك الخصوص في إحدى المناسبات الرسمية، إذ طرح أحد الحضور أهمية ذلك الموضوع، وكان له الأثر البالغ للمجتمعين في ما يخص شؤون المنطقة، وطرحت - بصفتي مسؤولاً عن بيئة المنطقة من خلال جمعية البيئة - فكرة وهي غير جديدة، ومعمول بها في الكثير من الأقطار، وهي وضع عقاقير للعقم المباشر من خلال تقديم بعض الأغذية المموهة لتلك الحيوانات، وسبق لي التصريح بذلك رسميًّا في الصحف، ولكن - بكل أسف - لم تجد تلك الفكرة الناجحة آذانًا صاغية، وهكذا الحال لم تزل المنطقة تعاني من كثرة تلك القردة التي تسببت في الكثير من الأذى لبعض الأهالي، وأيضاً لبعض المرافق على مرأى من أعين الجميع، كما أنني أناشد أهالي المنطقة بعدم التقرب منها، وإطعامها، أو ترويضها لما في ذلك من عوامل نقل بعض الأمراض الخطرة، وتعويدها على ذلك... فهل من تطبيق مباشر، ومعالجة عاجلة بذلك الخصوص من الأطراف كافة؟ عبدالله مكني - الباحة [email protected] «هوامير» من نوع آخر كنت مستغرقاً في نوم عميق، ولكن تكرار رنين الهاتف أفزعني، لأن هناك شيئين أخاف منهما، هما صوت الإسعافات وتكرار رنين الهاتف، فقلت اللهم أجعله خيراً، وقمت بالرد وإذا بصوت وافد من جنسية عربية يبشرني فيه بفوزي بجائزة قيمة، وقد قلت في نفسي لقد انفرجت كربتنا، أبلغت أسرتي يهذا الخبر السار، إذ إنهم مدعوون معي في احتفالية تقيمها إحدى الشركات السياحية التي ستقدم جوائزها لمجموعة من العوائل. لقد اتفقنا مع الوافد العربي أن يكون الموعد بعد صلاة العشاء من اليوم الفلاني، فذهبت في الموعد نفسه في المكان المحدد واستقبلني اثنان من جنسية عربية، أحدهم رافقني أنا والعائلة إلى المكان المخصص للعوائل وكان مبتسماً، وكانت زوجتي تهافت لي بصوت خفيف أين الجائزة؟ وأثناء تناولنا شرب العصير زارنا وافد آخر وأخد يتحدث معنا عن السياحة الخارجية وقام بتعبئة استبيانات عن المواقع السياحية خارج المملكة، وفي نهاية الاستبيان قال سنوقع معكم عقداً لامتلاك شاليه لمدة عام في أحد المنتجعات العربية، فلم نوافق على العروض، ولكن سألناه عن الجائزة؟ وبعد ثوانٍ معدودة أحضر معه مظروفاً وبداخله خطاب موجه لأحد المنتجعات بإحدى الدول العربية لاستضافتنا لمدة يومين، وعلى رغم أن هذا العرض لم يكن في الحسبان بل كنا نتوقع أكبر من هذا، وبدوري اتصلت بهذا المنتجع لمعرفة الأوقات المتاحة لنا، ولكن للأسف الشديد فإن المسؤولين هناك حددوا أن الأيام المخصصة لنا ستكون في أوقات لم يكن فيها سائحون. عدت مرة أخرى للشركة التي أهدتني تلك الجائزة القيمة، بحسب اعتقاد المتصلين، وأخبرتهم بما تم فقالوا هذه جائزتك سُلمت لك وليس لدينا غيرها، لقد ضاعت أحلامنا وآمالنا، ولكن أريد أن أقول إن التلاعب بحياة الناس ليست رخيصة، ويجب أن تكون هناك صدقية من تلك الشركات بهدف الاستفادة التسويقية من خدماتها من دون تحايل ونصب، وإذا توسلنا بمن يحمينا من ذلك، فأين نذهب؟! يحيى علي أبوطالب جدة [email protected]