تشهد العاصمة الإسبانية مدريد معركة من نوع خاص حينما يلتقي قطباها «الريال» و«الأتليتي» اليوم (السبت) ضمن المرحلة ال26 من الدوري الإسباني، الفريقان اللذان ازدادت حدة منافستهما خلال الفترة القصيرة الماضية نظير القوة الهائلة التي توشحها الجانب «الأحمر» من العاصمة، مع مدربه الأرجنتيني سيميوني، ولا شك في أن «الدربي» بات أكثر تشويقاً بوجود الفرنسي زين الدين زيدان مدرباً للطرف «الأبيض». وتعود جذور المعرفة بين زيدان وسيميوني إلى أيام الدوري الإيطالي حين كان الأول يسحر العالم بأسلوبه السلسل بقميص يوفنتوس (1996-2001)، فيما كان الثاني يقاتل بشراسة على كل كرة ضائعة في منتصف الملعب حين كان يدافع أولاً عن ألوان أنتر (1997-1999) ثم لاتسيو (1999-2003). وعلى «سانتياغو برنابيو» سيتجلى الأسلوبان المختلفان بأفضل طريقة، فزيدان (43 عاماً) ظهر حتى الآن محافظاً على رباطة جأشه ولا يعبّر كثيراً عما يفكر به، في حين أن سيميوني (45 عاماً) معروف بشغفه واندفاعه وحركاته التعبيرية على مقاعد البدلاء. لكن الفارق بين الرجلين لا ينحصر بشخصيتهما وطريقة تصرفهما، بل ما يهم هو الفارق بين الفريقين في أسلوب اللعب. وفي هذه الناحية، يتفوق سيميوني على زيدان من ناحية الأثر الذي تركه في الفريق كونه يشرف على «لوس روخيبلانكوس» منذ أربعة أعوام، في حين أن زيدان تسلم مهمته قبل شهرين فقط. كما أن خبرة الأعوام العشرة التي كسبها الأول كمدرب أهم بكثير من الأشهر ال18 التي قضاها بطل العالم لعام 1998 في هذه المهنة. وستكون المواجهة بين أسلوبين مختلفين انعكاساً لشخص كل منهما حتى وإن كان الدور الذي لعبه زيدان حتى الآن محدوداً في ما يخص التأثير على طريقة لعب الريال الذي يملك أفضل هجوم في الدوري (71 هدفاً في 26 مباراة)، في حين أن شخصية سيميوني تنعكس تماماً بالأسلوب الدفاعي المميز لأتلتيكو الذي يملك أفضل خط خلفي في الدوري (تلقت شباكه 11 هدفاً فقط). «من المهم بالنسبة لي رؤية كرة جميلة»، هذا ما قاله زيدان في مؤتمره الصحافي الأول بصفته مدرباً لريال مدريد لكن من المحتمل أن تغيب الكرة الجميلة عن اللقاء إذا ما نجح نظيره سيميوني في تطبيق أسلوبه وإغلاق المساحات على منافسه.