أقال الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس الخميس قائد الشرطة بعد هجوم نفذه متطرفون على "رئيس" سابق ل"جمهورية شمال قبرص التركية" (التي لا تعترف بها سوى انقرة)، واثار غضب خلفه قبل ايام على جولة جديدة من مفاوضات السلام. وصرح الرئيس القبرصي في بيان انه أقال قائد الشرطة ميخالاكيس بابايورغيو بسبب "الاحداث غير المقبولة" مساء الاربعاء بعد "مراجعة الوقائع... واخذ اغفالات سابقة بعين الاعتبار". ومساء الأربعاء تظاهر نحو مئة عضو من الجبهة الوطنية الشعبية، حركة من اليمين المتطرف معروفة أيضاً باسم "ايلام"، أمام المركز الثقافي في ليماسول على الساحل الجنوبي للجزيرة. وحاول قسم منهم الدخول بالقوة الى المركز لوقف مؤتمر شارك فيه الزعيم القبرصي-التركي السابق محمد علي طلعت حول الوضع في قبرص وسبل اعادة توحيد الجزيرة. وفيما لم يقدم توضيحات اضافية، تحدثت تعليقات صحافية عن ضعف الحماية الامنية في المكان. وتابع انستاسيادس انه أمر وزير العدل والنائب العام بالتحقيق في شكوى رفعها صحافي تركي قبرصي اصيب بجروح في الحادث وسرقت كاميرته. وقال: "اريد ان اوضح ان الدولة لن تقبل اي نوع من السلوك الفاشي، اينما كان، ولا سيما من اقلية اعلنت نفسها حامية مزعومة ليونانيي قبرص"، مضيفا ان "مطلبي هو المحاكمة الفورية للذين تورطوا في سلوك غير قانوني عبر محاولة اجهاض هذه المناسبة". وقبرص مقسومة الى شطرين منذ الاجتياح التركي في العام 1974 رداً على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان. وأعلنت الشرطة توقيف ثلاثة اشخاص بعد محاولة عدد من عناصر "ايلام" اقتحام المركز وكسرهم بابا زجاجيا، في انتظار توقيفات اضافية. وحركة "ايلام" التي تأسست في 2008 حركة مناهضة للاتراك والمهاجرين. وافادت الصحافة القبرصية التركية ان عناصر المجموعة رموا البيض والبرتقال و"مواد متفجرة" باتجاه طلعت، لكنه لم يصب باذى. واكدت السلطات ان الفعالية التي شارك فيها ايضا السفير الاميركي جون كونيغ استمرت وان طلعت القى كلمته حول اعادة توحيد الجزيرة. وافادت وسائل الاعلام القبرصية اليونانية انه تم رمي قنبلة مضيئة داخل القاعة، وقعت امام قدمي كونيغ. ووجه الرئيس القبرصي الحديث الى مواطنيه في شطري الجزيرة، مؤكدا ان "الهدف الرئيسي للحكومة (...) يكمن في احلال ظروف التعايش السلمي بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك في اطار حل يحمي بالكامل حقوق الانسان والوظائف الديموقراطية في دولة تكون عضوا كاملا في الاتحاد الاوروبي". واثارت الحادثة غضب خلف طلعت، "الرئيس" الحالي للكيان القبرصي الشمالي درويش ايروغلو الذي اصدر الخميس بيانا يدينها. ومن المقرر ان يلتقي ايروغلو وانستاسيادس الاثنين للمرة الثانية بعد استئناف مفاوضات السلام بين شطري الجزيرة باشراف الاممالمتحدة في الشهر الماضي، بعدما كانت منقطعة طوال عامين. وقال ايروغلو: "من المقلق ان تجري احداث عنيفة كهذه في مرحلة بلغت فيها عملية التفاوض نقطة حرجة وطرحت اجراءات لتقليص انعدام الثقة بين الطرفين على جدول الاعمال". وأضاف انه من "المحزن والمثير للشكوك" ان الادارة اليونانية لم "تتخذ الاجراءات الاحترازية اللازمة". وعين الرئيس القبرصي مدير اكاديمية الشرطة زخارياس خريسوستومو قائدا جديدا للشرطة، في قرار يسري الجمعة. وصرح المتحدث باسم الحكومة للاذاعة العامة الخميس: "انه لا يجوز السماح لمجموعات مهمشة بترهيب الديموقراطية". واضاف خريستوس ستيليانيديس ان الرئيس اتصل شخصيا بطلعت للاعتذار ووعد بأنه لن يحصل اي اشكال لدى عبوره الحدود بين الشمال والجنوب للمشاركة في مثل هذه الفعاليات. ويأتي الحادث قبل ايام من لقاء مقرر الاثنين بين اناستاسياديس ودرويش ايروغلو. وهو اللقاء الثاني بين المسؤولين منذ استئناف المباحثات الشهر الماضي بعد توقف دام عامين. والمفاوضات معلقة منذ 2012 بعد فشل اتفاق اول رفضه القبارصة اليونانيون في 2004.