بعد ساعات من إعلان «تنظيم دولة العراق الإسلامية» التابع ل»القاعدة» تعيين «الناصر لدين الله أبو سليمان وزير حرب» جديداً، وتعهده شن حملة على القوات العراقية و»الرافضة دفاعاً عن العرض»، قتل أكثر من25 عراقياً وجرح العشرات، بهجوم انتحاري مزدوج على ملعب لكرة القدم في تلعفر. لكن لم يعرف إذا كان للتنظيم علاقة بالهجوم. إلى ذلك، حذر ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء السياسيين من التباطؤ في تشكيل الحكومة وحملهم «مسؤولية أعمال العنف التي يذهب ضحيتها الأبرياء». على صعيد آخر، علمت «الحياة» أن عملية الفرز والعد اليدوي للبطاقات الانتخابية في بغداد لم تؤد إلى تغيير النتائج، كما كان يأمل رئيس الوزراء نوري المالكي. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا وأصيب نحو مئة في اعتداءين ، احدهما ارتكبه انتحاري خلال مباراة لكرة القدم في مدينة تلعفر. وأوضح المصدر نفسه ان سيارة مفخخة انفجرت كما فجر انتحاري حزاماً ناسفاً كان يرتديه فيما كان فريقان محليان يخوضان مباراة في كرة القدم في تلعفر الواقعة على بعد 380 كلم شمال بغداد في محافظة نينوى. وقال مصدر في الشرطة ان الملعب لم يكن محاطاً بأي حاجز. وتلعفر مدينة تركمانية ذات غالبية شيعية على الحدود مع سورية، سبق ان شهدت معارك ضد «القاعدة». وأصدر تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بياناً نشر على مواقع قريبة منه، حمل توقيع «وزير الحرب الجديد الناصر لدين الله» الذي تعهد شن حملة على «المفارز الأمنية والعسكرية» العراقية، رداً على مقتل ابرز زعيمين من قادته «وثأراً للدين والعرض». وأضاف الوزير مخاطباً «أمة الإسلام» : «لقد آثرنا أن لا نخاطبك بعد مصابك في الشيخين الأميرين الشهيدين(البغدادي وأبو ايوب المصري) الا بكلمات تحمل اليك جميل البشارة بعظيم الفعال فها هم أحفاد الصحابة في دولة الإسلام كما عهدتهم ماضون في درب الجهاد أخوة في الدين مهاجرين وأنصاراً.» وأضاف البيان ان عناصر التنظيم «هبوا في غزوة جديدة للمفارز الأمنية والعسكرية في بغداد وغيرها ثأرا للدين والعرض فلقد والله طفح الكيل وبلغ السيل الزبى واستأسد الفجار بأرض الأخيار وقد أسمينا هذه الغزوة صولة الموحدين ثأراً للأعراض في سجون المرتدين.» وتعهد التنظيم في بيانه شن المزيد من العمليات والهجمات واستهداف الشيعة الذين اعتاد وصفهم «بالرافضة» وقال «أما الرافضة المشركون فنقول لهم كلمات قليلة أبشروا أيها الأنجاس بليل طويل عبوس وأيامٍ سود مخضبة بالدم.» وعلى رغم تعرض «القاعدة» بعد مقتل زعيميها لانتكاسة كبيرة ، الا ان ما شهده العراق من عمليات دموية اجتاحت مدنه في الشمال والجنوب في الأيام القليلة الماضية راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى دفعت بعض قادة الجيش الأميركي الى الإعلان أن «القاعدة» مازالت تحتفظ بقدرتها على اثارة العنف وأن قدراتها لم تتراجع جراء اعتقال ومقتل كبار عناصرها. وكانت الحكومة العراقية حملت التنظيم مسؤولية الهجمات الأخيرة التي اجتاحت البلاد الإثنين الماضي، وقتل خلالها اكثر من مئة عراقي وأصيب اكثر من 300 آخرين. سياسياً، أنهت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس عملية العد والفرز اليدوي لبطاقات الاقتراع في محافظة بغداد، وأعلنت أن لاتغيير في النتائج المعلنة. وقال عضو مجلس المفوضية كريم التميمي في تصريح الى «الحياة»: «استكملت اليوم (امس) إعادة فرز آخر 600 صندوق من اصل 11300 «، موضحاً ان «الوجبة الصباحية انهت اعادة فرز أوراق التصويت العام، فيما اكملت الوجبة المسائية فرز بطاقات التصويت الخاص». وأكد ان «الفرق بين النتائج المعلنة سابقاً، وما تم التوصل اليه الآن لا يتجاوز ال 1 في المئة وهذه النسبة من الأخطاء وقعت لأسباب فنية بسيطة ولا مؤشرات إلى عملية تزوير واسعة». وأضاف ان «اجراءات العد والفرز اليدوي كشفت تطابقاً كبيراً مع النتائج التي اعلنتها المفوضية». وعن موعد المصادقة على النتائج قال انها ستتم فور «عملية ادخال البيانات وفي حال لم تقدم أي جهة طعوناً اخرى فإن المحكمة الاتحادية ستصادق عليها فور تسلمها». في نيويورك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «ضرورة تشكيل حكومة عراقية بعيداً من التدخلات الخارجية» . وقال إن الأممالمتحدة مستعدة للمساعدة إذا طلبت الأطراف المعنية ذلك». وحذر بان من أن «إطالة عملية تشكيل الحكومة لا تخدم مصالح الشعب العراقي»، معتبراً «الفترة المقبلة حاسمة لذا أحض السياسيين على التحرك بسرعة وعلى أن يعملوا بروحية الوحدة الوطنية لتشكيل حكومة متماسكة تضمن أن تكون المرحلة الانتقالية سلمية». في كربلاء، قال ممثل السيستاني الشيخ أحمد الصافي في خطبة الجمعة، في الصحن الحسيني: «عندما نتكلم على التفجيرات الأخيرة (...)من نلوم؟ الجهة المسؤولة عن الأجهزة الأمنية؟ ام مجالس المحافظات؟». وأضاف ان «المسؤولين يعرفون وظيفتهم، اريد منهم حلاً حقيقياً لا حلاً صحافياً»، مؤكداً ان «المسؤول في حاجة إلى ظهور جريء لتشخيص المشكلة». وتابع : «اخشى ان تستمر هذه الأعمال وكل يقول انت السبب»، في اشارة الى المسؤولين السياسيين والأمنيين.