ابتكر مستشفيان كبيران في تكساس، أمس (الثلثاء)، ما يوصف بأنه الاختبار الأول والأسرع الذي يمكن إجراؤه في المستشفيات، للكشف عن فيروس «زيكا»، إذ يعطي النتيجة في غضون ساعات. والباحثون في مستشفى «تكساس للأطفال» ومستشفى «هيوستون» ابتكروا هذا الاختبار الذي يرصد المادة الوراثية لفيروس «زيكا»، ما يسرع من وتيرة التشخيص والعلاج. وقال كبير خبراء الأمراض في مستشفى «تكساس للأطفال» والمشرف على فريق ابتكار هذا الاختبار جيمس فيرسالوفيتش إن «مع شيوع حالات الإصابة بفيروس زيكا بالولاياتالمتحدة التي تنتقل عن طريق السفر، علاوة على احتمالات زيادة التعرض للبعوض خلال أشهر الربيع والصيف، يتعين علينا التأهب لزيادة الطلب على اختبار زيكا». وصُمم الاختبار بطريقة تختصر زمن الكشف عن الفيروس، وهو الأمر الذي كان يستغرق أياماً أو أسابيع عدة، وسيجري الاختبار بمعرفة وكالات الصحة في الولايات المؤهلة لذلك أو السلطات الاتحادية مثل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وبدأ ابتكار الاختبار في كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو متاح الآن في مستشفيين فقط لكنّ الباحثين يتطلعون إلى السماح لمراكز أخرى بالاستفادة منه. وقالت الناطقة باسم إدارة الخدمات الصحية في ولاية تكساس كاري وليامز: «سنساعد بالتأكيد المختبرات الراغبة في اكتساب القدرة على الكشف عن فيروس زيكا في أرجاء الولاية». وتتوقع الإدارة تنمية قدراتها الخاصة بالكشف عن الفيروس في حلول نهاية الأسبوع. وأشارت تقارير إلى انتقال الفيروس من خلال البعوض في بويرتوريكو وفي جزر فيرجن الأميركية، لكن الحالات التي اكتشفت حتى الآن على الأراضي الأميركية تقتصر على انتقال الفيروس من خلال السفر. والبرازيل هي أكثر الدول تضرراً بإصابات «زيكا» التي انتشرت إلى أكثر من 30 دولة ومنطقة معظمها في الأميركتين. وأعلنت «منظمة الصحة العالمية» في الأول من الشهر الجاري، أن «زيكا وباء يستفحل انطلاقاً من البرازيل، ويشكل طارئاً عالمياً يتعلق بالصحة العامة»، وطالبت بإجراء أبحاث عاجلة للوقوف على علاقته بارتفاع أعداد حالات الاشتباه في تشوه الأجنة والمخ وإصابة المواليد بحالة صغر حجم الرأس، مشيرة إلى أن «هذه الصلة قد تتضح خلال أسابيع». ولا يعرف الكثير بعد عن فيروس «زيكا»، وما إذا كان يتسبب في حالة صغر حجم رأس المواليد التي تترتب عليها آثار ضارة تتعلق بنمو المخ. ومن جهة ثانية، يعتقد مسؤولون في الصحة الأميركية أن الفيروس قد يكون انتقل في 14حالة عبر الاتصال الجنسي، ما يثير أسئلة جديدة في شأن الدور الذي يلعبه الجنس في تزايد أعداد الحالات. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية إنه في حالتي اشتباه تأكدت العدوى لنساء كان عامل الخطر الوحيد المعروف لديهن هو الاتصال الجنسي مع ذكر مصاب. ويرى معظم الخبراء أن انتقال الفيروس من طريق ممارسة الجنس نادر، لكن التحذير الجديد يوحي بأن نقل الفيروس عبر الجنس قد يكون مرجحاً عما كان يعتقد من قبل.