يعيش زيد ديربن حياة إقطاعية ممتعة، فهو يمتلك منزلاً على الشاطئ، بنى جزءاً منه على طريقة منازل باربي، والجزء الآخر على نمط القرون الوسطى. ويملك أيضاً جزيرتين هما عبارة عن مستعمرتين فضائيتين. والجزيرتان تحويان متنزهات للأطفال وجميع أنواع المباني المستقبلية، وفيهما نحو 80 مستأجراً يدفعون الأموال للعيش في الشقق الخاصة في تلك المنتجعات التي بناها ديربن، لتكون كاملة... لكن لا يزال فيها عيب واحد.. إنها خيالية. وكل تلك الإقطاعيات والعزب والجزر، ليست إلا جزءاً من موقع إلكتروني يسمى «الحياة الثانية،» (Second Life)، ويدفع فيه المستخدمون نقوداً حقيقية للحصول على أملاكهم، فديربن مثلاً يدفع 390 دولاراً في الشهر في مقابل الجزيرتين والمنزل. والمبلغ يدفعه ديربن لمالك آخر يدعى آرثر يعيش في نيويورك، وهو بدوره يدفع المال في مقابل تملك أراض افتراضية في «الحياة الثانية»، وتأجيرها لآخرين في اللعبة ذاتها في مقابل مبالغ حقيقية. ومن غير الواضح ما إذا كان آرثر أو أي من «سكان» الحياة الثانية له حقوق دائمة في هذه المساحات الافتراضية، وهو الأمر الذي يصفه آرثر بإنه «مقلق للغاية». ويقول آرثر: «استثمرت الكثير من المال في هذه المساحات الافتراضية، ووقتاً طويلاً أيضاً... وهناك مئات الأشخاص الذي ساهموا في بناء المساكن الافتراضية». والآن، بدأت تلك المسائل الخيالية تتسلل إلى العالم الواقعي، بعدما عمد بعض «سكان الحياة الثانية»، الى المطالبة بحقوق الملكية الافتراضية، أمام محكمة حقيقية، مطالبين بتطبيق قوانين ولاية كاليفورنيا لحماية المستهلك. وفي منتصف نيسان (أبريل) الماضي، تقدم أربعة ملاك في «الحياة الثانية» بدعوى جماعية ضد شركة «لندن لاب» التي صممت الموقع على الإنترنت، يزعمون فيها أن الشركة ضللت اللاعبين عبر الإيحاء لهم بأنهم يملكون أراضيهم الافتراضية، في مقابل أموال حقيقية. وأطلق الموقع عام 2003 من قبل شركة «لندن لاب» وهو موقع مجاني، يعتمد على البيئة الثلاثية الأبعاد، حيث يمكن للمستخدم السفر والعمل واللعب والتفاعل الاجتماعي من خلاله. ويزور الموقع يومياً الملايين من المستخدمين للقاء أصدقائهم، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو بيع العقارات وشرائها.