يعتاش غالبية باعة الصحف في العراق على أخبار الصراع السياسي، فضلاً عن أخبار الدوائر الرسمية التي تهم شرائح مختلفة في المجتمع مثل الموظفين والعاطلين من العمل وغيرهم. فالصحيفة التي تركز على أخبار التغيير في الرواتب أو المنح المقدمة للموظفين أو أسماء المعتقلين في السجون السرية، أو غيرها من الأمور هي الأكثر استقطاباً للناس، وهي التي تدفعهم الى التجمهر عند باعة الصحف للحصول على تفاصيل تلك المعلومات. يقف بائع الجرائد منادياً على بضاعته من الصحف المحلية التي رتبها في شكل متسلسل امامه ، ووضع على كل مجموعة منها حجراً صغيراً ليمنع تطايرها ويسهل على القراء سحب الصحيفة التي يرغبون فيها. وعلى رغم ان شكل الصحف بدا جيداً، الا ان بعض الرزم تنفد من مكانها، فيضطر الى تحريك بعضها لملء الفراغ، فيما أخذت المجلات الأسبوعية مكانها خلف الصحف، حيث لا يقتنيها الا بعض المهتمين والشباب. يقول صباح الذي يمتهن بيع الصحف منذ اكثر من خمس سنوات ان الإقبال على شراء الصحف يتحدد بالأخبار التي تنشرها وأن المستقلة منها اكثر مبيعاً من الصحف الحزبية. ويضيف «غالباً ما تكون هناك نسب عالية من المرتجع من الصحف الحزبية، على العكس من الصحف المستقلة التي تجد رواجاً بين القراء، فضلاً عن الصحف شبه الرسمية مثل «الصباح» التي يقتنيها الناس لأنهم يعدونها الناقل الرئيس للخبر الحكومي من مصدره، لا سيما في ما يخص اخبار الرواتب والقروض والتقاعد وغيرها من الأمور التي تهم الناس». وعن كيفية تصرفة بالمرتجع من الصحف يوضح صباح ان هناك بعض الزبائن ممن يسألون عن صحف اليوم الماضي في حال وجود اخبار مهمة تخص حياتهم فيها . ويضيف «الصحف اكثر مبيعاً من المجلات كما انها تستقطب مختلف الفئات العمرية على النقيض من المجلات التي تستقطب فئة الشباب فحسب». وعلى مقربة من صباح تجمع بعض الزبائن عند بائع صحف آخر وهم يقلبون في الصفحات الداخلية بحثاً عن الكاريكاتير اليومي الذي اعتادوا ان يتابعوه يومياً دون شراء الصحيفة. ويقول البائع الذي بدا منهمكاً في التعامل مع زبون اختار ثلاث صحف وبدأ التفاوض للتقليل من سعرها ان «سوق الصحف يعتمد على الأخبار، فإعلان المفوضية للنتائج الجزئية للانتخابات يتسبب في نفاد مبكر للكثير منها، اما في حال وجود ركود اخباري فإن تصريف الصحف يبدو صعباً». ويفضل بعض الباعة التجوال داخل الجامعات ومواق السيارات لتصريف بضاعتهم من الصحف، فضلاً عن قيام آخرين منهم بالتجوال عند تقاطعات الطرق منادين على ابرز الأخبار التي وردت في الصحف التي بحوزتهم لحض اصحاب السيارات والركاب على اقتنائها. وعلى رغم ان غالبية الصحف تحمل اخبار البارحة على النقيض من الفضائيات والوكالات الإخبارية على الإنترنت، الا ان قراءة الصحيفة كعادة يومية تبدو اكثر متعة من الاطلاع على الأخبار في شكل عرضي، سيما بالنسبة الى الزبائن الذين اعتادوا اقتناء الصحيفة سنوات طويلة وجعلوها رفيق يومهم، والوثيقة المثلى لأحاديثهم السياسية.