يسعى العراق وتسع دول عربية واقليمية الى تأسيس مركز اقليمي يكون مقره ايران، يتولى الرصد المبكر للعواصف الترابية وتطويق مظاهر التصحر التي استفحلت في السنوات الاخيرة. وقال وكيل وزارة الزراعة العراقية مهدي القيسي ان فكرة انشاء مركز اقليمي للرصد المبكر للعواصف الترابية، تبلورت بعد توقيع محضر اجتماع بين العراق وايران يتعلق بالاتفاق البيئي المبرم بين البلدين، اذ لقيت تجاوباً من قبل دول تعاني من التصحر وكثرة العواصف الترابية وهي الاردن وتركيا والسعودية وسورية وقطر والامارات وسلطنة عمان والكويت. وكشف القيسي ان العراق أطلع ايران على ما حققه في مجال مكافحة التصحر والحد من العواصف الترابية في محافظات واسط وذي قار والديوانية في وسط العراق، وضمن مساحة 120 الف دونم على جانبي حوض المصب العام من خلال زراعة سبعة ملايين شتلة من الشجيرات المتحملة للجفاف والملوحة والتي تعمل كمثبتات للتربة، اضافة الى عملها كمصدات رياح واحزمة خضراء بسيطة. كما ان اهم اسباب تزايد حدة العواصف الترابية في العراق، يعود الى قيام البدو بإزالة النباتات الطبيعية ضمن المناطق الصحراوية لزراعتها بمحاصيل الحبوب عشوائياً، مؤكداً ان غالبية تلك الاراضي تشهد معدلات امطار سنوية لا تتجاوز 200 ملليمتراً وبالتالي، عدم وجود عوائد اقتصادية مجدية لتلك الزراعة، اضافة الى ما اسهم به الجفاف الذي ضرب البلاد خمس سنوات متتالية، بزيادة حدة العواصف الترابية ومدتها لا سيما خلال العامين الماضيين، متوقعاً استمرارها للعام الحالي والاعوام المقبلة، ما لم تتخذ اجراءات عملية مدروسة في هذا الشأن. وكان العراق تعرض خلال الآونة الاخيرة لمشكلة تصحر خطيرة، عانى منها 90 في المئة من مساحته بدرجات متفاوتة، اذ أسهم الانسان بممارساته الخاطئة واستغلاله غير المدروس للموارد المائية وما نتج عنه من تملح وتغدق التربة وكذلك الرعي الجائر، ما ادى الى تكوين الكثبان الرملية المتحركة وظهورها في مناطق جديدة. ويذكر ان الكثبان الرملية تغطي ما يزيد على اربعة ملايين دونم يتركز تواجدها ضمن المنطقتين الوسطى والجنوبية من البلاد ضمن محافظات واسط وذي قار والديوانية والمثنى وصلاح الدين، فضلاً عما تحويه اراضي البادية الغربية من كثبان رملية تصل مساحتها الى عشرة ملايين دونم.