شدد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال لقاء حاشد، على أن «الوفاء للمملكة العربية السعودية يعني الوفاء للبنان والإساءة للمملكة تعني الإساءة للبنان. وإذا كانت الديبلوماسية هي سياسة تدوير الزوايا، فهناك من أرادها سياسة لتدمير علاقات لبنان بأشقائه العرب». وحمل اللقاء عنوان «الوفاء للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي». وحمل الحريري بعنف على كل مسيء إلى المملكة ودول التعاون الخليجي. وقال أمام حضور شمل قيادات قوى «14 آذار» ووزراء ونواب من «اللقاء الديموقراطي» وشخصيات بينها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، إن «خروج الديبلوماسية اللبنانية عن الإجماع العربي خطيئة يدفع ثمنها لبنان والشعب اللبناني والمؤسسات العسكرية والأمنية. وخروج البعض عن حدود الأخلاق والمصلحة الوطنية في مخاطبة الدول الشقيقة جريمة سياسية بحق الدولة ومصالح اللبنانيين». وقال: «نحن هنا لنقول بأعلى صوت، إن أي إهانة توجه الى السعودية ودول الخليج العربي، سنردها الى أصحابها، وإن أحداً لن يتمكن من إلغاء عروبة لبنان، وإن مواقع الدولة والمؤسسات الحكومية ليست محميات للسياسات الإيرانية في المنطقة. دفعنا دماً وشهداء وسنستمر على درب النضال الوطني السلمي حماية لعروبة لبنان وسلامة شعبه». وأضاف قائلاً: «تاريخ السعودية ودول الخليج العربي مع لبنان معروف وواضح وضوح الشمس. هذه دول مدت أياديها البيض للبنان بالخير والسلام والإعمار والأمان، ولم تقاتل بشباب لبنان وطوائف لبنان في حروب الآخرين، ولم تطلب من لبنان أن يكون ساحة لفلتان السلاح والمسلحين». وتوجه الحريري الى المملكة العربية السعودية وقيادتها وقادة الخليج العربي بالقول: «إن الأصوات الشاذة التي تتهجم عليكم لا تنطق باسم لبنان ولا تمثل اللبنانيين. هي أصوات من انقلب على العروبة ومن خرج على الإجماع الوطني، ولن نعطيها فرصة الاستيلاء على الجمهورية اللبنانية مهما بلغت التحديات»، مؤكداً «أننا سنبقى أبناء الدولة، ولن نسلم الدولة لأحد. خيارنا الدولة، ومشروعنا العبور إلى الدولة، لم نستسلم سابقاً ولن نستسلم الآن. هويتنا العروبة، قدرنا العروبة، مصيرنا العروبة. وإننا على عهد كل اللبنانيين الشرفاء والأحرار. لبنان سيبقى وفياً لعروبته وأشقائه، ولن نسمح بسقوطه في الهاوية الإيرانية. نعم، لن نسمح بتسليم لبنان لمشروع الفتنة وتقسيم المنطقة». أضاف الحريري: «باسمكم جميعاً أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم التخلي عن لبنان والاستمرار في دعمه واحتضانه». وقال: «إن جميع اللبنانيين معنيون في هذا اليوم بإعلان التضامن مع أنفسهم ومع حماية الدولة اللبنانية ومصالحها». ودعا «كل اللبنانيين من دون استثناء، من كل المناطق والطوائف، كل اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، الى التوقيع على وثيقة التضامن مع الإجماع العربي، والوفاء للدول العربية الشقيقة، لتكون مدخلاً نحو تصحيح دور لبنان وحماية انتمائه العربي». ثم تلا الوثيقة التي دعا إلى التوقيع عليها وفيها: «حفاظا على المصلحة اللبنانية العليا. وانطلاقا من مسؤولية لبنان بصفته عضواً مؤسساً لجامعة الدول العربية، نحن الموقعين على هذه الوثيقة الوطنية، نؤكد التزام لبنان، شعباً ودولة، موجبات الإجماع العربي، ورفض الحملات المشوهة لصورة لبنان والمسيئة لعلاقاته الأخوية مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومناشدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقادة دول مجلس التعاون الخليجي عدم التخلي عن لبنان والاستمرار في دعمه واحتضانه. وسيبقى لبنان نموذجاً للعيش المشترك، وفياً لانتمائه العربي، وقوياً في حرصه على استقلال دولته وقرارها الحر». وكان الحريري التقى صباحاً رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون الذي اعتبر أن «وضع البلد غير مريح وعلينا أن نساعد بما نستطيع وأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا بعضاً ونعمل من أجل هذا البلد المسكين». وأكد أن «ما حصل تجاه السعودية والخليج العربي ككل تصرف غير مسموح، من قبل أشخاص ربما لم يقرأوا تاريخهم أو لا يريدون أن يقرأوه، بل هم يبحثون عن مستقبل لما هم فيه، قد يوصلهم إلى مكاسب غير لبنانية ولكن شخصية، وهذا الأمر يضر بالجميع. بالمقابل، من واجبنا نحن أن نقوم بما بوسعنا، على الأقل لكي نحافظ على ما بقي لدينا من أصدقاء في العالم، يتفقدوننا في حال ألم بنا مكروه ويقفون إلى جانبنا».