أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية للأنباء بأن محكمة وجّهت اتهامات إلى 14 شخصاً، يُشتبه في تورطهم بتفجير أنقرة الذي أوقع 28 قتيلاً. وأضافت أن المحكمة أمرت بسجن هؤلاء، في انتظار محاكمتهم لاتهامهم بمساعدة تنظيم إرهابي وتزوير وثائق رسمية، مشيرة الى إطلاق سبعة من دون توجيه اتهامات إليهم. وأعلنت مجموعة «صقور حرية كردستان» القريبة من «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليتها عن الهجوم، متوعدة بهجمات أخرى في تركيا. لكن الحكومة التركية تصرّ على مسؤولية وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة في سورية، عن الهجوم، بمساعدة من «الكردستاني». الى ذلك، أعلن الجيش التركي أنه قتل 14 من مسلحي الحزب، خلال هجوم على مراكزه في جنوب شرقي البلاد، حيث تفرض السلطات حظر تجوّل في مناطق تشهد معارك عنيفة بين الجانبين، منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أوقعت مئات القتلى، بينهم عشرات من المدنيين. وأشار الجيش التركي الى مقتل أكثر من ألف من مسلحي «الكردستاني»، فيما رجّح «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي مقتل حوالى 160 مدنياً. ووَرَدَ في تقرير أعدته كاتي بيري، مقررة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي، والتي زارت دياربكر الأسبوع الماضي: «هناك انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان على نطاق واسع، واليأس الذي يشعر به كثيرون، يتزايد. يجب استئناف الحوار، وعلينا بذل كل ما في وسعنا لتجنّب حرب أهلية دموية في تركيا». لكن الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي فولكان بوزقر لفت الى أن «السيدة بيري لا تذكر في نصها إطلاقاً نظام الصرف (الصحي) والأقبية التي حوّلها حزب العمال الكردستاني ترسانات وهجمات مستمرة على رجال الأمن، والأضرار التي يلحقها الحزب بالبلدات، أو الآلاف من المدنيين الحقيقيين العزل الذين اضطروا الى ترك ديارهم بسبب هجمات الكردستاني على المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف». وحذرها من أنها قد لا تجد نظراء تتحدث معهم، إذا أصرّت على أسلوبها. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو أن حكومته ستقدّم مساعدات قيمتها 86.5 مليون دولار، لدعم قطاع السياحة الذي تضرّر بسبب الأزمة مع روسيا ومخاوف أمنية إثر تفجيرات. وقال: «هذه التدابير ستُطبق بسرعة، ونعتقد بأن المساعدات ستنعش قطاع السياحة. نمرّ بأوقات حساسة، وسنتغلب على المصاعب التي يواجهها قطاع السياحة، وسندافع عن مركز تركيا بوصفها أكثر الوجهات السياحية جاذبية». ودان حملة «دعاية سوداء» تُشنّ من الخارج على قطاع السياحة التركي، علماً أنه حقّق لأنقرة 31.5 بليون دولار عام 2015. وأعرب عن ثقته بأن الروس سيعودون إلى تركيا، وزاد: «جاؤوا وأعجبتهم البلاد، وجاؤوا مرة أخرى. لا يمكنك أن تغيّر ذلك بقرار سياسي».