وضع نائب رئيس الحكومة التركي وزير الدولة بولنت أرينش في مدينة صيدا امس، الحجر الاساس لمستشفى «الطوارئ واعادة التأهيل» انفاذاً لمضمون الاتفاقية التمويلية الموقعة في انقرة العام الماضي بين لبنان وتركيا. وقبل توجهه الى صيدا، بحث أرينش مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في بيروت موضوع المستشفى في حضور وزير الصحة محمد جواد خليفة. وشدد السنيورة على «مدى العلاقات التي تجددت أكثر خلال السنوات الماضية بين تركيا ولبنان». وقال: «خلال مؤتمر باريس-3 عبرت تركيا عن استعدادها لتقديم المزيد من العون إلى لبنان، وتم الاتفاق مع الرئيس (رجب طيب) اردوغان لتكون المساعدة على شكل بناء لمستشفى متخصص للإصابات والحروق»، معتبراً ذلك «عربوناً للصداقة وللعلاقات الطيبة والمهمة التي تسود بين بلدينا»، وكاشفاً أن «المعونات التي قدمتها تركيا بلغت منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان نحو 55 مليون دولار». وتمنى أن ينجز المستشفى «خلال فترة لا تتعدى السنتين». وأكد أرينش أن «تركيا دولة صديقة ومخلصة للبنان، ونحن نعطي أهمية لبقاء الاستقرار في لبنان ونعمل دائماً على التوصل الى السلام في المنطقة، وندعم الشعب اللبناني الذي مر بأزمات خلال السنوات الماضية ونتطلع الى تخطي المرحلة الصعبة». وقال: «تركيا تعمل لتخفيف آلام اللبنانيين وهي قدمت في المراحل الصعبة نحو 60 مليون دولار من المشاريع، وعلى رأس هذه المشاريع سيكون هذا المشروع الذي سنضع حجر الأساس له اليوم وهو مستشفى التأهيل والطوارئ». وأكد أن المركز «سيقدم خدماته للمنطقة وتبلغ كلفته نحو 20 مليون دولار. وستقدم تركيا ايضاً الدعم التقني الى العاملين والخدمات الى نصف مليون لبناني»، معلناً أن «المناقصة الخاصة لهذا المشروع انتهت وسيبنى في وقت سريع وسيحضر رئيس الوزراء التركي الافتتاح». ولفت ارينش الى أن «العلاقة التي تجمع البرلمان التركي مع البرلمان اللبناني هي علاقة صداقة ومتينة وتجمع الشعبين»، وقال: «سنبذل كل جهودنا لتقوية لبنان واستمرار استقلاله وسنعمل على تطوير كل القطات الاجتماعية والثقافية والتجارية والاقتصادية». وشكر السنيورة رئيس وأعضاء المجلس البلدي في مدينة صيدا الذين «قدموا قطعة الأرض الى الحكومة اللبنانية لإنشاء المبنى عليها». أما خليفة، فشرح أن المركز مخصص «لإصابات الطوارئ ويؤمن خدمات مركزية لكل لبنان، بحيث إننا ناقشنا بالأمس إضافة مهابط طائرات مروحية إليه للنقل والإسعاف الجوي»، مشيراً الى ان «القدرات الطبية المتخصصة ستكون موجودة مركزياً في هذا المستشفى وهو مربوط بشبكة الطوارئ التي أقرها مجلس الوزراء منذ أسبوعين، في ما يتعلق بالإخلاء والحوادث والكوارث الطبيعية. وهو يؤمن خدمات ابتداء من الناقورة إلى مرجعيون وجزين والإقليم ومشارف مدينة بيروت شمالاً، بحسب الإحصاءات المطلوبة لهذا المركز»، وأضاف: «سيلحق بالمركز معهد تدريب على شكل مدرسة تخرج مساعدين طبيين في مجالات معالجة الصدمات وهي اختصاصات غير متوافرة». وفي صيدا، رعى احتفال وضع حجر الاساس الوزير خليفة ممثلاً السنيورة، وشاركت فيه وزيرة التربية بهية الحريري والنواب اسامة سعد، علي عسيران وميشال موسى وعدد من فاعليات مدينة صيدا والجوار ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. وأعلن رئيس بلدية صيدا عبدالرحمن البزري أنها «المرة الاولى التي تستفيد منها صيدا من هبة مصدرها دولة صديقة». واستعاد الجسر «الايام العصيبة من شهري تموز (يوليو) وآب (اغسطس) عام 2006، حين كانت مدن الجنوب وقراه هدفاً لآلة الحرب الاسرائيلية، وكانت مدينة صيدا المحطة الاولى في رحلة النازحين». وكشف أرينش أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «سيحضر شخصياً لافتتاح المشروع عند الانتهاء منه». وللمناسبة سمي الشارع الرئيسي الذي يصل الى المستشفى باسم الجمهورية التركية.