تحتضن مدينة الداخلة، وهي شبه جزيرة سياحية أقصى الجنوب الصحراوي المغربي على المحيط الأطلسي، تظاهرة دولية ل «شبكة الشباب الديموقراطي» الذي أنجز علماً مغربياً مساحته 60 ألف متر مربع ووزنه 20 طناً من القماش، متفوقاً على الفيلبين التي كانت تملك الرقم القياسي السابق بنحو 40 ألف متر مربع، بحسب مسؤولي معهد غينيس (في لندن) استطلعت «الحياة» رأيهم. وترغب الرباط إلى التعريف الدولي بفرص السياحة والاستثمار والاستجمام والهدوء التي تتيحها منطقة «وادي الذهب لكويرة» وتقع 400 كيلومتر شمال الحدود الموريتانية و1200 كيلومتر جنوب أغادير، ويقطنها نحو 170 ألفاً بعضهم لا يزال يفضل «حياة الرحل» على رغم انتشار السيارات الرباعية الدفع والشالات الفاخرة والطرق السريعة، وتبدو ظاهرة الترف على النساء الشابات والجيل الجديد من سكان الصحراء الذين تعلموا في جامعات مغربية وأوروبية وأميركية. ويلمس الزائر لمدينة الداخلة - التي كان يطلق عليها الإسبان اسم «سيسنيروس» في العصور الوسطى تيمناً بفأل «السعد والوصول السالم» إلى القارة الأميركية -، هدوء المكان الذي يحيط به البحر من كل جانب وتتقاسم جزره المنتشرة على طول الساحل، الطيور المهاجرة التي تضرب لها مواعيد سنوية بفضل اعتدال الطقس الذي لا يتجاوز متوسط عشرين درجة مئوية طول السنة. وقال والي الجهة احمد شبار ل «الحياة»: «ليست الداخلة من أجمل مدن المغرب وأكثرها هدوءاً وجذباً للسياح فحسب بل تمثل 65 في المئة من مخزون الأسماك، وهي أهم منطقة لتصدير منتجات البحر وباتت تصدر 60 ألف طن من البندرة (الطماطم الحمراء) وخضر وفواكه بفضل مزارعها المحيطة بالمدينة». وكشف الوالي أن الداخلة ستحتضن أول مدرسة «للسياحة المائية» بفعل كثرة ممارسي الرياضة من مناطق العالم على مدى أيام السنة نتيجة توافر الرياح البحرية. وتوقع أن تشهد المنطقة بناء اكبر محطة للطاقة الهوائية بقوة 670 ميغاوات لتكون مدينة تحترم البيئة بالكامل وتعمل على حماية الطبيعة. لكن الوالي يعترف بوجود مشاكل في العقار وندرة الأرض وارتفاع أسعار المباني وازدياد الطلب على السكن في مدينة تكاد تكون خالية من الفقراء بفضل التدخل الاجتماعي للدولة والتضامن بين سكان الصحراء وقبائلها. (تدفع الحكومة 200 دولار شهرياً للسكان الفقراء في الصحراء الغربية). ويتحدث السكان عن ارتفاع كبير في العقار بخاصة في الأطراف المطلة على البحر بسبب ازدياد الطلب على الشقق والفيلات والبقع الأرضية المجهزة، ولنقص في الوحدات السياحية نتيجة ازدياد السياح الأجانب بخاصة من جزر الخالدات القريبة. ويعتبر السكان أن غلاء أجور النقل الجوي من الدارالبيضاءوالرباط نحو الداخلة يظل المشكلة الأكبر الذي لم تتجاوب معه الحكومة. ويزيد ثمن الرحلة عن مثيلتها إلى أوروبا أو الولاياتالمتحدة، وهي عامل غير مساعد للنهضة الكبيرة التي تشهدها المنطقة في السياحة والاقتصاد والتجارة والعمران. وتحد من الفرص الواعدة التي تمنحها مدينتهم التي دخلت عالم «غينيس» للأرقام القياسية بشهادة شباب العالم.