اعتبر مسؤول في حركة «حماس» أمس أن لقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق أول من أمس، يعكس قرار موسكو «رفع مستوى الحوار السياسي» مع الحركة و «الاستماع مباشرة» الى رأيها في القضايا المطروحة. وقال ل «الحياة» إن مشعل شرح الموقف من حل الدولتين والمصالحة، وحض موسكو على «ممارسة الضغط» على إسرائيل للاعتراف بالحقوق الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة. ونوه ب «دور دمشق، خصوصاً أن اللقاء الأول بين رئيس روسي وقيادة حماس حصل على أرضها وبدعم منها، ما يعكس مدى احترام سورية لحلفائها وأهمية تقوية دورهم». وكان ميدفيديف التقى مشعل في اختتام زيارته دمشق أول من أمس. وتناول اللقاء الذي استمر نحو ساعة الصراع العربي - الإسرائيلي و «تعنت» إسرائيل وإجراءاتها التصعيدية، وضرورة الشراكة في المصالحة الفلسطينية ورفع الحصار عن قطاع غزة، كما «جرى التطرق» إلى عملية تبادل الأسرى وموضوع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، إذ أشار مشعل إلى أن ما عرقل التبادل هو «الفيتو» الأميركي وتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن العرض الأخير الذي كان قدمه الوسيط الألماني. وسأل الرئيس الروسي عن أسباب عدم اعتراف «حماس» بحل الدولتين، فأوضح مشعل موقف «حماس» القائم على قبولها بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس مع حق العودة بحيث تقرر هذه الدولة الموقف من ذلك، مع رفض الاعتراف بإسرائيل مسبقاً من قبل «حماس». وجدد مشعل التأكيد على ضرورة ممارسة «ضغط شديد على إسرائيل كي تنسحب إلى حدود عام 1967 وإخضاعها للإرادة الدولية»، كما طلب من ميدفيديف «لعب دور في كسر الحصار عن غزة وإرسال مواد البناء ورفع المعاناة الإنسانية عن أهالي القطاع». ولدى سؤال الرئيس الروسي عن موضوع المصالحة بين «فتح» و «حماس»، أوضح مشعل تطورات هذا الموضوع والجهود التي بذلت قبل القمة العربية في سرت لإنجاح المصالحة «إلى أن اصطدمت أيضاً بفيتو أميركي». وقال إن الحركة ليست ضد الوسيط المصري وانها مع توقيع المصالحة في القاهرة وترحب بأي جهد آخر لإنجاز المصالحة، مع التأكيد على تحقيق «شراكة حقيقية» بين «حماس» و «فتح» في الجوانب السياسية والأمنية والإشراف على الانتخابات المقبلة. وأشار إلى أن «تحقيق الشراكة هو أساس الملاحظات التي قدمتها الحركة على الورقة المصرية استناداً إلى ما جرى الاتفاق عليه في جولات الحوار السابقة مع فتح برعاية مصرية». وقال إن «الفيتو الأميركي على المصالحة أعادها إلى مربع الصفر قبل قمة سرت». وأكد المسؤول في «حماس» أن ميدفيديف «كان مسروراً بنتائج اللقاء وكرس أهمية الاستماع مباشرة إلى رأي الحركة ورفع مستوى الحوار السياسي»، ملاحظاً أن الزيارتين الأوليين لقيادة «حماس» إلى موسكو جاءتا بناء على طلب الحركة، في حين أن الزيارة الأخيرة قبل نحو شهرين جاءت «بناء على دعوة روسية». ورأى أن ذلك «يقع ضمن الرغبة الروسية بإحياء دور موسكو في المنطقة». وفي أنقرة (رويترز) اعتبرت تركيا وروسيا أمس أنه ينبغي عدم استبعاد حركة «حماس» من عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد أن بدأت هذا الاسبوع محادثات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال الرئيس التركي عبدالله غُل في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي في أنقرة أمس إنه لا يمكن تحقيق السلام من دون مشاركة «حماس». وأضاف: «ينبغي عدم استبعاد أحد عند إجراء هذه المحادثات. ومن دواعي الأسف أن الفلسطينيين منقسمون. لا بد من توحيدهم، ولتوحيدهم ينبغي إجراء محادثات مع الجانبين. أحد الطرفين وهو حماس فاز في الانتخابات في غزة ولذا لا يمكن تجاهله». وتابع: «عندما تحدثت تركيا (مع «حماس») تعرضت لتهديدات لكن تبين أنها على حق. لا يمكن تحقيق السلام باستبعاد الناس». وبعد المحادثات مع غُل أمس، أشار مدفيديف أيضاً إلى أنه يتعين إشراك «حماس» في العملية. وقال: «اتفقنا على احتمال حل المشكلة في شكل أكثر نشاطاً بإشراك كل أطراف الصراع من دون استبعاد أحد من العملية». إلى ذلك، (أ ف ب) أعربت إسرائيل عن «خيبة أمل عميقة» بعد لقاء الرئيس الروسي ومشعل. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أمس إن «حماس منظمة إرهابية هدفها المعلن تدمير دولة إسرائيل، وأعضاء حماس مسؤولون عن قتل مئات الأبرياء، وبينهم مواطنون روس».