أعلنت وزارة الدفاع الاميركية مساء الثلثاء ان عملية انسحاب القوات الاميركية من العراق تسير وفق الجدول الزمني المحدد لها على رغم التفجيرات الدامية التي وقعت هذا الاسبوع واستمرار الأزمة السياسية. واعتبرت الحكومة العراقية بعض التصريحات في شأن اعادة النظر بالانسحاب الأميركي من العراق بأنه «كلام غير رسمي»، وأكدت ان الانسحاب الاميركي سيتم في موعده. وتهدف الولاياتالمتحدة الي سحب 40 ألف جندي من العراق على مدى الاشهر الاربعة المقبلة، وهو تحد لوجيستي رئيسي يقول البنتاغون انه سيبدأ تنفيذه بشكل جدي في حزيران (يونيو). وكان العراق وقع مع الولاياتالمتحدة في نهاية 2008 اتفاقاً أمنياً ينص على سحب القوات الأميركية المقاتلة في العراق بنهاية آب (أغسطس) 2010 على ان يتم سحب كل القوات الأميركية في نهاية 2011، وذلك بعد نحو 8 سنوات من الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003. ونقلت وكالة «رويترز» عن جيف موريل السكرتير الصحافي للبنتاغون ان ينخفض عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 91 ألفاً بحلول نهاية الشهر الجاري (ايار/مايو) من حوالى 94 ألفاً الآن، ثم سيهبط بشكل حاد ليصل الى مستوى 50 ألفاً في الاول من ايلول (سبتمبر). واضاف موريل انه لا يعتقد ان وتيرة الانسحاب في شهر أيار تغيرت بسبب أعمال العنف التي وقعت أخيراً في العراق. لكنه اضاف ان قائد القوات الاميركية في العراق لديه بعض المرونة ما دام انه يتقيد بموعد الاول من أيلول. وشهد العراق تدهوراً أمنياً الاثنين أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وجُرح حوالى 250 في سلسلة اعتداءات في مناطق متفرقة هي الأعنف في البلاد منذ مطلع العام الجاري. واعترف موريل بأنه كان «يوماً مروعا» لكنه قال انه كان استثناء في وضع أمني يتحسن بشكل عام في العراق. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن مسؤولين عسكريين اميركيين قولهم ان «تصاعد العنف في العراق يدفع واشنطن الى اعادة النظر في سحب القوات». ونقلت عن قادة في الجيش الاميركي في العراق قولهم ان «عملية انسحاب اول وجبة من القوات الاميركية قد تتأخر لشهر آخر ما يعرقل هدف الرئيس باراك اوباما بخفض مستوى القوات من 92 الفاً الى 50 الف جندي بحلول 31 آب (أغسطس)2010». ووصف علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي تلك التصريحات بأنها «غير رسمية ولا يمكن الاعتماد عليها». وقال الموسوي في تصريح الى «الحياة» ان «هناك اتفاقاً امنياً بين الجانبين (العراق واميركا) وهو ملزم لهما ومواعيد الانسحاب ستنفذ بوقتها المحدد». وأضاف ان «القوات العراقية قادرة على ملء الفراغ وحماية البلاد من اي أخطار، والخروقات التي تحصل تعكس فشل الارهابيين لذلك فانهم يختارون الاهداف المدنية السهلة».