أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس تبنيه عملية استهداف موكب السفير البريطاني لدى اليمن تيم تورلوت الذي نجا منها الشهر الماضي، مؤكداً أن منفذ العملية هو اليمني عثمان نعمان الصلوي، وهو الشخص نفسه الذي أعلنت عنه السلطات اليمنية بعد ساعات من الحادث. وأوضح الجناح الإعلامي للتنظيم في اليمن في بيان نشر أول من أمس أن الانتحاري كان ينتمي الى «لواء الشيخ أبو عمر البغدادي» زعيم «القاعدة» في العراق الذي قتل مع مساعده أبو أيوب المصري القائد العسكري للتنظيم في منطقة الثرثار الصحراوية (10 كلم جنوب غربي تكريت) في 18 نيسان (أبريل) خلال عمليات مشتركة شنتها القوات الأميركية والعراقية. وأضاف أن الصلوي الذي فجر نفسه في 26 نيسان الماضي مستهدفاً السفير البريطاني تورلوت خلال مرور موكبه بجوار حديقة برلين، شرق صنعاء، في طريقه إلى مقر عمله، واتهم البيان السفير البريطاني بأنه يقود «الحرب على المسلمين في جزيرة العرب»، مشيراً الى دعوة بريطانيا الولاياتالمتحدة إلى مؤتمر لندن حول اليمن في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال البيان إنه «حدث تآمر في المؤتمر على جزيرة العرب، ولا سيما أنه ناقش ملفات يمنية مهمة أبرزها الإرهاب وتنامي نشاط تنظيم «القاعدة» في اليمن، والحراك الجنوبي المتنامي والمطالب بفك الارتباط بين شمال البلاد وجنوبها، الحرب في الشمال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، إضافة إلى ملف الأزمة السياسية بين الحكومة اليمنية والمعارضة، وملف الاقتصاد المتداعي وتعثر التنمية. ونشر الجناح الإعلامي صورة لمنفذ العملية الصلوي وهو مبتسم على غرار الانتحاريين السابقين الذين نفذوا عمليات انتحارية بينهم سعوديون ويمنيون. وكانت السلطات الأمنية اليمنية أعلنت بعد ساعات من التفجير الانتحاري أن منفذه هو شاب في الثانية والعشرين من العمر يدعى عثمان الصلوي، وهو طالب في المرحلة الثانوية العامة، مشيرة إلى أنه كان يلف نفسه بحزام ناسف. من جهة أخرى، أعلن التنظيم في اليمن أول من أمس عن توأمة للمرة الثانية بين «القاعدة» في جزيرة العرب والعراق، في بيان مقتل أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، ونشرته شبكة «شموخ الإسلام» الناطقة باسم التنظيم، وقال البيان: «نحن وإخواننا المجاهدين في العراق جسد واحد على الأعداء، ولن تخيب جهودنا». وكان تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب أعلن على لسان زعيمه صالح العوفي المطلوب 20 في قائمة ال36، الذي فجّر نفسه في عملية انتحارية في المدينةالمنورة في 2005، في رسالة وُجهت إلى زعيم التنظيم في العراق أبي مصعب الزرقاوي، الذي قُتل أيضاً في غارة جوية أميركية على منزل في بلدة هبهب في 2006، «دعمه واستعداده لتزويده بالمقاتلين والانتحاريين متى ما احتجتم، وستجدوننا حصناً منيعاً ودرعاً متينة». وأوضحت مصادر مطلعة الى «الحياة»، أن البيانات التي يصدرها تنظيم «القاعدة» في فرعها في اليمن دعائية أكثر من تحذيرية، مشيرة الى تأخر نشر البيان الذي كتب منذ 17 يوماً، ولفتت الى أن الجهود الأمنية في السعودية أخيراً قطعت العديد من التواصل بين التنظيم وبعض المغرر بهم في إحدى مناطق وسط المملكة. وقللت المصادر من أهمية إعلان التنظيم للمرة الثانية مشيرة الى أن المهم هو: هل سيتواصلون أم لا، ولا سيما أن محاولاتهم الأخيرة باءت بالفشل. وأضافت: «ضعف التنظيم خلال الفترة الأخيرة، ولا سيما في اليمن، وأصبح التواصل ضعيفاً مع عناصره، إلا من خلال التبادل الإلكتروني، وتجمعهم فقط الفكرة والموقف والرؤى». الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن دانيال بنجامين منسق وزارة الخارجية لشؤون مكافحة الإرهاب إن وزارة الخارجية الأميركية وضعت الثلثاء اثنين من كبار قادة «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» على قائمتها لأعضاء منظمات إرهابية في قرار «سيساهم في احتواء تدفق الأموال» إليهما، على ما أوضحت الوزارة في بيان. والقائدان هما قاسم الريمي الذي عرف عنه بأنه أكبر مسؤول عسكري في التنظيم، ونايف القحطاني مسؤول عمليات «القاعدة» في اليمن وعنصر الارتباط بين خلايا التنظيم في اليمن والسعودية. وقال بنجامين إن هذا الإجراء هو «رد مباشر على الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وكبار قادته على الولاياتالمتحدة والمصالح الأميركية في شبه الجزيرة العربية». وأصدرت الأممالمتحدة الثلثاء قراراً مماثلاً «يفرض على كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة تجميد أموال هذين الشخصين وفرض إجراءات حظر السفر وحظر الأسلحة».