اختتمت البحرية الإيرانية أمس، مناورات «الولاية 89» التي استمرت 8 أيام في مضيق هرمز وبحر عمان والمحيط الهندي، معتبرة أنها تمثل «إنذاراً جاداً لكل من يريد المغامرة في المنطقة». تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان «قرارات الغرب وتهديداته لا قيمة لها عند الشعب الإيراني»، مرجحاً «انحدار أميركا نحو الهاوية وانتهاء هيمنتها الشيطانية والمعادية للبشرية على العالم، قريباً». وقال في مدينة ياسوج جنوب غربي إيران، أن «عهد الغطرسة والإمبراطوريات ولّى، وسيشهد المستقبل وقوف مزيد من الحكومات والشعوب في وجه الغطرسة الأميركية، كما أن عهد احتلال الدول وتأسيس الكيانات المزيفة مثل الكيان الصهيوني، ولّى أيضاً». وخاطب الغرب قائلاً: «إذا أتيتم نحو الشعب الإيراني بصدق وعلى أساس العدالة، فإن هذا الشعب سيرحّب بكم وسيساعدكم على الخروج من المستنقع الذي أوجدتموه بأنفسكم في المنطقة، لكن إذا أردتم التحدث بلغة القوة وإصدار القرارات، فاعلموا ان قراراتكم لا قيمة لها عند الشعب الإيراني». في غضون ذلك، أفادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن المدمرة «جامران» شاركت في المناورات، مطلقة للمرة الأولى طوربيداً في بحر عمان، «يتميز بدقته الفائقة في إصابة الأهداف، إضافة إلى سرعته وقدرته التدميرية الكبيرة». واضافت ان الجيش اختبر خلال هذه المناورات، التي شاركت فيها أيضاً مقاتلات «أف-4»، «نسخة معدلة» لصاروخ «ارض- بحر» متوسط المدى من طراز «نور»، وصواريخ «فجر- 5» (أرض- بحر) يبلغ مداها 75 كيلومتراً. كما اختبرت القوات الإيرانية «نسخة معدلة من صواريخ كروز الاستراتيجية»، خلال المناورات التي حضرتها وفود عسكرية من سلطنة عُمان وقطر والعراق. واعتبر وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمدي وحيدي أن «إجراء المناورات العسكرية يمثل إنذاراً جاداً لكل من يريد المغامرة في المنطقة»، كما بعث برسالة واضحة للدول التي تريد «التصيّد بالماء العكر مع إيران». وأشار الى ان مناورات «الولاية 89» تجري في «منطقة استراتيجية وبالغة الحساسية»، معتبراً أن «حضور مراقبين أجانب من العراق وقطر وعُمان يشكّل مؤشراً على العلاقة الودية والرابطة الوثيقة بين دول جنوب حوض الخليج الفارسي وإيران، وشهادة تثبت فشل المؤامرات التي يحيكها بعض الذين يحاولون رسم صورة غير ملائمة عن العلاقات بين إيران ودول الخليج الفارسي». ورأى وحيدي أن الولاياتالمتحدة تواجه العزلة وتحديات ضخمة، مضيفاً: «نعتقد ان الأميركيين من الحكمة بألا يقوموا بعمل غير حكيم ضد إيران». في غضون ذلك، اعتبر غاري سايمور أبرز مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما للشؤون النووية، ان الأعطال في نشاطات تخصيب اليورانيوم الإيرانية أخّرت تقدم طهران في اتجاه امتلاك قنبلة نووية. وقال سايمور وهو منسق البيت الأبيض لقضايا الحد من التسلح وانتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب، ان طهران تواجه مشاكل في أجهزة الطرد المركزي، اضافة الى العقبة التي شكلها الكشف عن المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم قرب قم. واعتبر انه بسبب هذه المشاكل، «لم تعد الساعة النووية تدق في سرعة كما كان يخشى بعضهم». ولفت الى أن الولاياتالمتحدة أبلغت روسيا أن تسليمها إيران صواريخ «أس-300» المضادة للطائرات، ستكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين. وقال انه سيُفاجأ إذا نفذت موسكو صفقة موقعة مع طهران عام 2007، وسلمتها نظام «أس-300» القادر على حماية المنشآت النووية الإيرانية، مضيفاً: «أوضحنا بجلاء للروس، أن لذلك تأثيراً كبيراً جداً على علاقاتنا الثنائية».