أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية أن القمة التشاورية الخليجية التي عقدت في الرياض أمس (الثلثاء) بحثت التعاون الأمني الإقليمي بتوسع خصوصاً الأوضاع المتدهورة المحيطة بدول المجلس. وقال العطية: «إن التدهور في العراق والتوتر في إيران يبقيان الهاجس الأمني في المنطقة مستمراً». وذكر أن الكويت طالبت بتحديث الاتفاق الأمني بين دول «التعاون» وألمح إلى مؤشر إيجابي من الكويت باتجاه «أمن جماعي تحت مظلة الخليج». وشدد العطية عقب القمة على أن «أمن الخليج خط أحمر وهو كل لا يتجزأ». وأعلن أن القادة المشاركين في القمة أصدروا توجيهات بتسريع الأداء للتعجيل بالاتحاد الجمركي والعملة الموحدة. وأكد أن قوة التدخل السريع الخليجية «تسير وفق البرنامج المعد لها»، كاشفاً النقاب عن أنه سيزور مقر القوة في حفر الباطن لتفقدها. وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا قمتهم التشاورية ال12 في الرياض أمس (الثلثاء). وقال العطية إنها عقدت برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون. وقدم العطية تقريراً موجزاً للقادة عمّا تم إنجازه في مسيرة التعاون المشترك منذ عقد الدورة ال30 للمجلس الأعلى في الكويت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وبحث القادة تطورات الأوضاع في المنطقة في ظل استمرار عوامل التوتر في قضية الجزر الإماراتية الثلاث، وأزمة الملف النووي الإيراني وفلسطين والعراق والسودان والصومال. وفي ما يتعلق بالجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى) التابعة للإمارات العربية المتحدة وتحتلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد القادة مجدداً مواقف دول المجلس الداعمة لحق دولة الإمارات في اتخاذ الإجراءات السلمية كافة لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها الثلاث. وحول أزمة الملف النووي الإيراني، جدد قادة دول المجلس تأكيدهم والتزامهم بمبادئ مجلس التعاون الثابتة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، مؤكدين أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. وفي الشأن العراقي، أكد قادة دول المجلس أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، معربين عن الأمل بأن تُسهم نتائج الانتخابات النيابية العراقية التي أجريت في آذار (مارس) 2010 في تشكيل حكومة عراقية وطنية بعيداً عن الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، عبر القادة عن قلقهم البالغ من استمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقرار الحكومة الإسرائيلية ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية، معربين عن الأمل بأن تسهم الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني، بما في ذلك المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل، في بلوغ هدف السلام المنشود. الملك عبدالله يستقبل قادة ورؤساء وفود دول الخليج إلى «التشاورية» «التشاورية الخليجية»: دفْع مسيرة التعاون المشترك وتشديد على الأمن الإقليمي