أثبتت دراسة جديدة ان السجائر الالكترونية لاتقل خطورة عن السجائر التقليدية، اذ أنّ تدخينها مضرّ للجنين عند المرأة الحامل كما إنّه مضرّ للجهاز المناعي لدى الأشخاص الذين يدخّنوها باستمرار. وذكر موقع «دويتشه فيله» الالماني ان سوق منتجات التبغ البديلة مثل السجائر الإلكترونية والشيشة الإلكترونية توسعا سريعاً، على رغم وجود لوائح السلامة التي تكافح توسع هذه المنتجات وتحد من انتشارها. وقالت أخصائية السموم في المركز الطبي ل «جامعة نيويورك» خلال المؤتمر السنوي ل «الجمعية الأميركية لتقدم العلم»، جودي زيلكوف ان «البيانات التي لدينا تشير الى ان السجائر الإلكترونية ليست مؤذية الى حد ما». وأوضحت زيلكوف أن «النساء الحوامل يدخنّ السجائر الإلكترونية لاعتقادهن بأنها آمنة، لكن التجارب التي أجريت على الحيوانات أثبتت انها تضر بالاجنة»، لافتة الى ان أثناء بحثها عرّضت الفئران الحوامل إلى بخار السجائر الإلكترونية وقارنتها بالنتائج مع فئران اخرى لم تتعرض الى البخار. ووجدت الدراسة ان الحيوانات التي تعرضت الى بخار السجائر الالكترونية، تغيرت لديها قشرة الفص الأمامي من الدماغ المسؤولة عن عمليات الإدراك والتخطيط والتحفيز، اذ ترتبط تلك الجينات بالامراض العلقية مثل انفصام الشخصية. وتابعت زيلكوف: «الفئران ليست بشر، ولكن إذا كنت حاملاً، لوددت النظر الى نتائج التجارب على الحيوانات»، فيما اشارت المختصة في علم السموم من «جامعة نورث كارولينا»، إيلونا جاسبر الى ان السجائر والمواد الكيماوية تضعف الجهاز المناعي. وقالت جاسبر: «أخذنا عينات مخاطية من أنوف متطوعين من البشر، واضطلعنا على ما بداخلها من جينات تغطي الاستجابات المناعية في جسم الإنسان ووجدنا ان عدد تلك الجينات عند المدخن التقليدي كانت بين 53 الى 600 جين، أما عددها عند مستخدمي السجائر الالكترونية كانت 385 جين». ولفتت الى انه عندما تتعرض الخلايا المناعية لشخص صحي لا يدخن الى السوائل الموجودة في السجائر الإلكترونية المنكهه، تخسر تلك الخلايا جزءاً من وظائفها الأساسية، اذ ان تسخين هذه المواد الكيماوية قد يتغير وتتحول إلى شيء آخر. ويحتوي دخان التبغ التقليدي على حوالى ثمانية آلاف مادة كيماوية ومعظمها تَشكل نتيجة لعمليات الاحتراق غير المكتملة، اذ ان كثير من الناس ينظرون الى السجائر الإلكترونية كمصدر نقي من مادة النيكوتين. وأكدت زيلكوف ان الناس يعتقدون أن النيكوتين هو المادة الأكثر خطورة في بخار السجائر الإلكترونية. وتحتوي السجائر الإلكترونية على مادة الفورمالديهايد المسرطنة، وثنائي الأسيتيل (دايأسيتيل) المرتبط بأمراض الرئة، إلا أن العلماء يعملون حالياً على تحديد المواد الأخرى، في بخار السجائر الإلكترونية، التي يبدو أنها تُسبب السرطان. وتُباع نحو 500 ماركة من السجائر الإلكترونية حالياً في الأسواق، بأكثر من سبعة آلاف نكهة. وحظرت بعض الدول السجائر الإلكترونية، إلا أنها قانونية في أميركا وبريطانيا. وتشير التقديرات إلى استخدام 2.6 مليون من البالغين في بريطانيا العظمى السجائر الإلكترونية، بينما يُدخنها في الولاياتالمتحدة الأميركية نحو 12.5 مليون.