قبل سنوات كنا عندما نرى طفلاً يمتلك جهازه الخاص به كانت هذه الظاهرة من الأمور الغريبة؛ إذ يشعر الطفل حينها بالفخر والتميز أمام أصدقائه، ويُظهر جهازه أمام كل من يقابلهم؛ ليروه. أما الآن فاختلفت الصورة فأصبح من الطبيعي أن نرى الأطفال يمتلكون أجهزة خاصة بهم، وربما أكثر من جهاز؛ إذ إن بعضهم أصبحوا ينافسون الكبار في استخدام الأجهزة الذكية، ويتسابقون لشرائها من المحال، ولا سيما تحميلهم لتطبيقات البرامج المنوعة من مواقع التواصل الاجتماعي، أو الألعاب ويلعبون مع الكبار ويتنافسون معهم من مختلف الدول، وغيرها من البرامج، ونسبة قليلة من الأطفال الذين لا يمتلكون أي جهاز أو لا يجيدون استخدامه وتصفح البرامج من خلاله. يحب يوسف أحمد (8 أعوام) جهازه «آيباد» كثيراً، إلا أنه يلعب به ويستخدمه عند انتهائه من حل واجباته ومهامه المدرسية. يقول: «على رغم حبي له إلا أنني أعي أنه يضيِّع الوقت ويضعف التركيز وقد يؤثر في معدلي الدراسي، لذلك وضعت جدولاً؛ لإتمام واجباتي ومساعدة والديَّ عند الحاجة إليَّ، واللعب مع أصدقائي وساعات محددة لاستخدام آيباد. وأرى أن المدرسة لها دور في توعية الأطفال باستخدام الأجهزة، لذلك أتمنى لو تضع المدرسة نشاطاً أسبوعياً لتعليم الأطفال بعض البرامج المفيدة والهادفة التي يمكن للأطفال تحميلها في أجهزتهم»، وينصح الأطفال باللعب بألعاب الذكاء وتطوير المهارات. ويقول جاد فارس (5 أعوام): «أستمتع عند اللعب بجهازي آيباد، إلا أنني اعتدت عدم استخدامه أيام الأسبوع والتركيز على دراستي ومشاهدة البرامج التعليمية واللعب مع شقيقتي بالألعاب الخارجية أو التنزه مع عائلتي». طبقت مدرِّسة خلود السويلم (10 أعوام) نظام التعليم بآيباد، وترى أنه ممتع ومسلٍّ، كما أنه يخفف ثقل حملهم للحقيبة المدرسية. تقول: «لدي جهازان، غير أنني أستخدم آيباد أكثر باللعب ومشاهدة المقاطع المنوعة، ولا بد للطفل من أن ينظم وقته؛ حتى لا يصبح مدمناً على استخدام الأجهزة، ومن ثم سيؤثر ذلك فيه بشكل سلبي من ناحية دراسته وصحته ومهاراته. أيضاً فسيصبح عاجزاً عن القيام والعمل بأي شيء سوى استخدام الجهاز»، وتضيف أن من الرائع لو أن المدارس تخصص بعض حصص النشاط لتعليم الأطفال البرامج النافعة حتى يستغلوا استخدام الأطفال الأجهزة بشكل إيجابي ويعود عليهم بالمنفعة. أما محمد جهاد (6 أعوام) فيحب الدراسة بالكتب ولا يفضلها عن طريق الأجهزة الحديثة؛ لأنه يرى أنها قد تضعف نظر الطلاب وتعودهم على الكتابة بها وقد ينسون كيفية إمساك القلم والكتابة به. يقول: «أمتلك جهازين، استخدمهما للألعاب، وتعلمت اللغة الإنكليزية أيضاً من خلالهما، كما علمتني والدتي كيف أدير وقتي وأذاكر دروسي، ثم ألعب بالأجهزة ساعتين فقط» وينصح الأطفال بتحميل البرامج المفيدة في أجهزتهم وعدم اقتصارهم على برامج اللعب فقط؛ لأنها تقلل تركيزهم وترهق أعينهم وعقولهم. وتقول ريما القاضي (8 أعوام): «أحياناً أستخدم جهازي آيباد في اللعب، لكنني أستخدمه كثيراً في أمور مفيدة، كقراءة القرآن والقصص وحل واجباتي، كما أشاهد المقاطع والبرامج المنوعة، فاستخدامي اليومي له نحو ثلاث ساعات، وأفضل الألعاب الخارجية والتنزه مع عائلتي على الجلوس ومقابلة جهازي طوال اليوم». كما ترى أن من الضروري أن يراقب الأهل أجهزة أطفالهم والبرامج التي يستخدمونها ويوجهونهم لما هو مفيد وهادف. ويقول فيصل هشام (8 أعوام): «ألعب وأتعلم من خلال جهازي آيباد، وأرى أن التعلم لا يقتصر فقط على المدرسة، فيجب على الأطفال تنمية مهاراتهم وتطوير ثقافتهم من خلال جلوسهم لساعات طويلة على أجهزتهم، والأهم من ذلك أن ينظموا وقتهم، حتى لا يهملوا واجباتهم ويتدنى معدلهم المدرسي» ويتمنى شقيقه قصي (5 أعوام) من المدارس أن تضع أنشطة حديثة تتناسب مع عقليات الأطفال في الوقت الحالي وتغيير مواضيع مادة الحاسب، وإضافة مواضيع عن البرامج والأجهزة الحديثة حتى يتعلم الأطفال استخدامها بشكل صحيح».