كما كان متوقعاً عبر الأهلي والإسماعيلي عقبة دور ال 16 في البطولة الأفريقية، وتأهلا للدور ربع النهائي، وأيضاً كما كان متوقعاً نجح وفاق سطيف ومعه شبيبة القبائل الجزائريان في الدخول إلى الدور نفسه، والآن ننتظر جميعاً القرعة التي ستجرى خلال أيام في مقر الاتحاد الأفريقي في القاهرة، وغالبية الظن أن تجمع القرعة فريقين على الأقل من مصر والجزائر في مجموعة واحدة، وهنا يبدأ التساؤل ما الذي سيحدث؟ سيقول البعض لا شيء فمنتخب الجزائر لكرة اليد زار القاهرة ولعب في بطولة الأمم الأفريقية وتم استقباله كأروع ما يكون، وأنا أقول موافق وسيقول البعض الآخر وهل ننسى أن حارس الجزائر فوزي الشاوشي عاد إلى بلاده ليشيد بالاستقبال الطيب الذي وجده في القاهرة من أهل مصر، الذين قابلوه صدفة في المطار وأرد أيضاً بالموافقة، وسيقول البعض الآخر وهل ننسى أن إحدى الصحف الجزائرية كانت تنوي تكريم أبوتريكة ضمن أفضل اللاعبين الأفارقة لولا بعض الحاسدين الذين أفسدوا الفكرة وضاعت الفرصة؟ وهنا أتوقف لأستوضح إذا كان البعض رفض استقبال أبوتريكة وهو النجم الأكثر شعبية وجماهيرية في الجزائر والأكثر محبة بين الجزائريين كافة، فما الذي سيحدث عندما يهبط فريق الأهلي وهو يضم كل نجوم المنتخب الوطني مثل أبوتريكة وبركات وأحمد فتحي وعماد متعب ووائل جمعة وغيرهم من النجوم؟ ماذا سيحدث عندما يصلون إلى أرض الجزائر؟ من الذي سيستقبلهم؟ وماذا ستكتب عنهم الصحف الجزائرية؟ وهل سترحب بهم أم أنها ستنكأ جراحاً كانت أوشكت أن تندمل؟ والسؤال أيضاً ماذا ستفعل كل وسائل الإعلام الجزائرية لدى وجود نجوم منتخب مصر على أرض الجزائر الشقيق؟ هل سترحب بهم أم ستستدعي ذكريات ألمت بنا جميعاً في القاهرة وأم درمان وسنعيد أياماً سخيفة مرت بالعلاقات الرياضية بين البلدين وأثرت بشدة وبعنف في المجالات كافة وما زالت آثارها وبكل أسف باقية في أذهان الجميع ولم يقدر أحد على إزالة هذه الآثار، بل إن الجميع آثر الابتعاد وعدم الخوض في غمار هذه الأزمة التي استفحلت بشدة ولا تجد من يستطيع أن ينهيها بالشكل اللائق الذي يحفظ الاحترام للجميع، لذلك أجد نفسي مضطراً للحديث عن سيناريو مقبل قد يكون سيئاً تشتعل فيه الأزمة من جديد إذا استمرت الصحف هناك في الجزائر في سكب «البنزين» على النار وزادت اشتعالاً، وأيضاً إذا ما استمرت الفضائيات المصرية في انتهاج السياسة ذاتها التي اتبعتها قبل المباريات مع الجزائر في تصفيات كأس العالم. أظن أن هذا السيناريو قد يجد من يغذيه من بعض القنوات الأخرى التي تنحاز لطرف على حساب الآخر، وهو أيضاً ما تسبب في اشتعال الأزمة حتى الآن، وهناك سيناريو آخر أعتقد أن يكون هو السيناريو الحاصل فعلاً، وهو أن يلتزم كل طرف الهدوء التام ويتم الترحيب بكل فريق ويبتعد بشدة عن كل أنواع الإثارة وتمني الفوز للفريق الأفضل، ولا مانع من أن يشجع الجزائريون فريقهم بكل ذرة في مصر والجزائر، فهذا حقهم ولكن من دون خروج عن المألوف، على أن يتم استقبالهم على أحسن وجه في القاهرة ويكون العكس صحيحاً ونعطي انطباعاً جيداً للجميع، ونفتح الباب من جديد لعلاقات شبه طبيعية بين الفريقين بصرف النظر عن «الفيفا» وعقوباته لأنها قد تكون مؤثرة، فقط المؤثر أن نظهر بمظهر غير لائق أمام العالم أجمع، خصوصاً أن العالم أصبح قرية صغيرة يشاهد الجميع كل أحداثها من خلال المواقع والشاشات، فأرجو وأتمنى أن ينتهي السيناريو الأخير وننجح في إيصال صورة جيدة تحاول محو الصورة السيئة التي ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين حتى الآن. [email protected]