أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر وسورية، أبلغتا كلا من أسبانيا وفرنسا أنها ستقاطع قمة رؤساء دول البحر المتوسط المزمع عقدها في برشلونة الشهر المقبل في حال شارك فيها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ضمن الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ما ينذر بإلغاء المؤتمر. وأضافت أن وزراء الدول العربية التي دعيت للمشاركة «يريدون تفادي الجلوس في غرفة واحدة مع ليبرمان أو أن يضطر أحدهم لمصافحته أمام كاميرات الإعلام». من جانبه، أعلن ليبرمان انه سيشارك في القمة، وقال للاذاعة العامة من طوكيو: «أنوي المشاركة وسأكون هناك. نحن لا نفرض أنفسنا، لكن ليس من حق أحد أن يفرض علينا تشكيلة الوفد الاسرائيلي». وتابع: «مع الاسبان تمكنا من التوصل الى أفكار مبتكرة، وكنا مرنين جداً، وتوصلنا معهم الى ترتيبات، ووافقنا على كل طلباتهم». وأكد ان «المشكلة لم تعد الآن بيننا وبين سورية ومصر بل بين اسبانيا وسورية ومصر. انها صفعة موجهة الى اسبانيا». واضاف: «لا نقاطع احداً، ومن لا يأتي (الى القمة) فتلك مشكلته». ويشارك في القمة قادة دول الاتحاد الاوروبي ال 27 ووزراء خارجيتها. كما وجهت الدعوة الى كل من تركيا وسورية ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن التهديد بالمقاطعة العربية للمؤتمر نقل إلى فرنسا بصفتها رئيسة «الاتحاد من أجل البحر المتوسط» الذي أقامه الرئيس نيكولا ساركوزي قبل سنتين لدعم مشاريع اقتصادية وعلمية وثقافية في الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط، وإلى أسبانيا التي تستضيف المؤتمر بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي. وأضافت أن نتانياهو أكد رسمياً مشاركته في القمة، لكنه يعتزم ضم ليبرمان إلى الوفد الإسرائيلي، وهو ما يثير معارضة قوية من جانب الدول العربية التي تقاطع ليبرمان على مواقفه المتطرفة منها. وكانت فرنسا ألغت السنة الماضية مؤتمراً لوزراء خارجية دول البحر المتوسط الذي كان مفروضاً عقده في اسطنبول، بعد فشل الجهود الفرنسية لإقناع مصر بسحب معارضتها مشاركة ليبرمان. وقدرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلغاء القمة الوشيكة أو عقدها بمستوى تمثيلي منخفض بمشاركة سفراء، معتبرة أن الإلغاء سيشكل صفعة للمبادرين (فرنسا) وللاتحاد الاوروبي. وأضافت أن الوزارة أبلغت ديبلوماسياً اسبانياً مسؤولاً عن ترتيب القمة زار إسرائيل أخيراً، أن الأخيرة ترفض تلقي إملاءات من دول عربية في شأن مشاركة ليبرمان أو غيره. وتوقعت المصادر أن يكون وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس تناول هذه المسألة مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الدولة العبرية التي بدأها أمس.