لم نتعب يوماً من الحوار حتى لو كان حواراً أصم أو حواراً من دون جدوى. إن مشكلة الحوار باتت فضفاضة الى الحد الذي يصعب فيه الحديث عن حل تقني لهذه المشكلة، فالجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أصبحت جزءاً من الوضع القائم في لبنان وسياساته. لم يعد سراً أن الخلافات القائمة في الجامعة لم تجد حلاً عن طريق الحوار. فكلما بدأنا في حوار جديد وصلنا الى تعقيدات واتهامات من الفريق الآخر الذي يتغذى من مصل الهيمنة على الجامعة، تحت مظلة حزبية واحتضان وزارة الخارجية، وهذه إحدى أسباب رحلة اليأس الحوارية منذ 14 سنة. الصمت بات أفضل من الحوار لأن جدول أعمال الحوار مثقل دائماً بألغام متفجرة، كما إنه يفتقر الى تقويم إطار عام للجامعة أو وثيقة عمل تضمن صراع الأفكار بالحوار الحر. لم ندخل يوماً في حوار عميق، عقلاني، مؤمن برسالة الجامعة الثقافية الوطنية والتراثية. فقد باتت جلسات الحوار مساومات لا مفاوضات، والمطلوب الارتفاع من حضيض الكلام والجدل والشروط، الى ذروة العمل الوطني والاغترابي. علينا أن نفتش بروح مثالية وأخلاقية عما يجمعنا، ونبتعد مما يفرقنا. نتحاور على قاعدة التضامن والتفاهم والعمل البناء المشترك. هذا هو الحوار بمعناه الرسولي والثقافي. وبعدما وصلنا الى ما وصلنا إليه من خلال سنوات الحوار العجاف، نهيب بلجنة الحوار، مع فائق احترامنا، أخذ الموقف الجدي والملائم من مصير ومستقبل الجامعة والعودة الى مسيرة الجامعة التاريخية والحاضرة، فالخيط الأبيض ظاهر من الخيط الأسود. لهم مصالحهم، ونحن لنا جامعتنا التي تحمل طموحات الانتشار، وتعزز أواصر الولاء المطلق للوطن الأم والوفاء الصادق للوطن المضيف.