بينما تعلن الكنيسة الكاثوليكية حماستها للاحتفال بالذكرى ال150 للوحدة الإيطالية (1861)، تقيم رابطة الشمال (الحزب الشعبوي) على ازدراء الاحتفالات. فقال روبيرتو كالديرولي، وزير اختصار القوانين، في 3 أيار (مايو)، أنه لن يشارك في افتتاح الاحتفالات المزمعة والتي يقدر ان تدوم عاماً كاملاً. وسئل روبيرتو هاروني، وزير الداخلية، عن رأيه فأجاب: «الى اللقاء»، متفادياً الإجابة. وعلى خلاف الرابطة، تعلن الكنيسة الكاثوليكية عزمها على المشاركة في المناسبة مشاركة فاعلة. ودعا الكاردينال باغناسكو، رئيس المجمع الأسقفي الإيطالي، المطارنة الى الاجتماع على المناسبة، وتنسيق إسهامهم فيها بكل ما أوتوا من «طاقات ثقافية». ومدح رئيس الجمهورية، جورجيو نابوليتانو، دور الكاثوليك «الكبير في تاريخ إيطاليا». وذهب الى ان «العالم الكاثوليكي» اضطلع بعمل راجح في الحياة العامة، وأثر تأثيراً عميقاً في بلورة الدستور الجمهوري. وماشى فرديناندو كاسيني، أحد قادة اتحاد الديموقراطيين – المسيحيين والوسط، الرأي نفسه، ونبه الى إسهام الكنيسة في وحدة إيطاليا: «علينا ألا ننسى، مؤمنين وغير مؤمنين، ان الكنيسة عامل راجح في وحدة البلد، ودور هذا العامل يتعاظم في زمن الضياع وبروز الروابط الجزئية المنكفئة على نفسها، ومنها الرابط الإقليمي، اليوم». والإشارة الى نازع رابطة الشمال «الانفصالي» جلية. وتحض «مؤسسة إيتاليا فوتورا» – وهي جمعية يرعاها ويمولها لوكادي مونتيزيمولو، رئيس شركة «فيات»، وتعمل لأجل إحياء المناقشة المدنية الوطنية والسياسية بإيطاليا- على التنديد الواضح والقوي بدعاية الرابطة الانفصالية. وتصريحات كالديرولي الانفعالية والمسرحية وجه من استراتيجية يحملها شطر كبير من الطبقة السياسية والإعلام الإيطاليين على «الاستفزاز الطريف». ورابطة الشمال تتولى حكم منطقتين كبيرتين، وعلى رغم هذا يمضي الحزب على حملته على المؤسسات والأمة. ويجيب تقويمها على ما هي عليه، وهي منظمة إيديولوجية تريد حكم شمال إيطاليا بمنأى من بقية البلد، وتدعو تالياً الى فك عرى الوحدة الوطنية. وقال أومبرتو بوسي، مؤسس رابطة الشمال، بالفم الملآن ان احتفالات الذكرى المئة بعد الخمسين بالوحدة الإيطالية لا طائل منها، وتقتصر على الخطابة، وقد لا أشترك فيها، وأوضح كالديرولي في مقابلة مع «لا ريبوبليكا» انه يأمل بتبني الفيديرالية في غضون سنة، فتتفادى إيطاليا «الشبه باليونان». وخلص الى ان الفيديرالية تُلزم العمل بقواعد واضحة: «فيكف الشمال عن التسديد والجنوب عن التبديد». وقال ان كافور، رائد الوحدة الإيطالية، كان فيديرالياً، ولولا الفيديرالية لما دخلت لومبارديا تحت سلطة البيميونت، إقليم الملك. * معلق، عن «لا ريبوبليكا» الإيطالية، 5/5/2010، إعداد وضاح شرارة.