كشفت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون من "كلية لندن" الجامعية أن الواقع الافتراضي يساعد مرضى الاكتئاب، إذ قام فريق من الأطباء بوضع خوذة على رأس المريض يرى من خلالها صورة شخص بالغ بحجم واقعي في البداية ومن ثمّ يتحوّل إلى طفل، فوجدوا أنّ تحويل المريض لشخصية طفل افتراضي يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب. وذكرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية أن التقنية الجديدة أختبرت للمرة الأولى على مرضى يعانون مشاكل عقلية، وأن هذا المشروع جزء من دراسة مستمرة تجريها "كلية لندن". ويشتبه الباحثون في "كلية لندن" التي تعمل بالتعاون مع جامعة «اي سي ار اي ايه» في برشلونة، منذ أعوام في أن العلاج الافتراضي يساعد في حالات المرض العقلي. وذكر موقع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان الدراسة التي يمولها «مجلس البحوث الطبية» تمهد السبيل لتجربتها على نطاق واسع في المستقبل. وأجريت التجربة على 15 مريضاً بالاكتئاب تتراوح أعمارهم بين 23 و 61 سنة، خاضوا تجربة الشخصية الافتراضية، فتراجع معدل الاكتئاب لدى تسعة منهم في شهر. ووٌضع المرضى، بينهم 10 نساء، في البداية خوذة انتجت نسخة منهم على مرآة افتراضية، وطُلب من المريض أن يركز مع الشخصية الافتراضية البالغة، التي تماثل حركاتها بالضبط حركات جسم المريض، في عملية سميت ب«التجسيد». وطٌلب من المرضى أن يقولوا عبارات تعاطف للطفل الافتراضي في المرآة في محاولة لتهدئته والتحكم فيه. وحض المرضى الطفل إلى التفكير في وقت كان فيه سعيداً، وأن يفكر في شخص ما يحبه، وفي هذه المرحلة من التجربة تبدلت الأدوار، ليسمع المشاركون عبارات التعاطف نفسها من الشخصية الافتراضية البالغة بصوت الشخص نفسه. وقال رئيس فريق البحث البروفيسور كريس بريوين إن النتائج واعدة، وإن المرضى وصفوا التجربة بأنها «قوية للغاية»، مضيفاً أن الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب يمكن أن يفرطوا في انتقاد أنفسهم عندما يواجهون عقبات في حياتهم، وأشار إلى أن الهدف من الدراسة الحديثة هو تعليم المرضى أن يكونوا أكثر تعاطفاً مع أنفسهم وأقل انتقاداً لها. وكانت نتائج دراسة كندية محدودة أٌجريت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قالت إن العلاج بالضوء الذي يستخدم منذ وقت طويل لتحسين الحالة المزاجية لمن يشعرون بالكآبة عندما يكون النهار قصيراً تغيب عنه الشمس، يمكن أن يعالج أيضاً حالات الاكتئاب غير الموسمية. وقال الباحثون في دورية «غاما» للطب النفسي إن الاكتئاب من أشيع أمراض اضطرابات الصحة النفسية عالمياً، والسبب الرئيس لبعض أنواع الاعاقة وتردي جودة الحياة. و في آب (أغسطس) العام 2014، أظهرت دراسة أن التحفيز الفكري بالاستعانة بألعاب فيديو على أجهزة الحاسوب يمكن أن تؤتي بنتائج ايجابية لدى بعض الأشخاص المسنين الذين يعانون اكتئاباً شديداً، حتى أنها قد تكون أفضل أو تحل مكان الأدوية. وأشار معدو الدراسة، وهم إختصاصيون أميركيون وصينيون، إلى أن النتائج تدفع إلى الإعتقاد بأن هذه التمارين لتحفيز القدرات الفكرية أثبتت «فاعلية في تقليص عوارض الاكتئاب مشابهة لتلك التي يسجلها عقار إيسيتالوبرام»، لكن بسرعة أكبر «في أربعة أسابيع بدلاً من 12». وأكدت سارا موريموتو من معهد الطب النفسي للمسنين في نيويورك والمساهمة في إعداد الدراسة أن « 72 في المئة (من المرضى) أظهروا شفاء كاملاً من الاكتئاب».