انطلقت مساء الأحد الماضي في قطر فعاليات الأيام الثقافية السعودية، احتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010. ودشنت الفعاليات على مسرح قطر الوطني بحضور وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة ووزير الثقافة والتراث القطري الدكتور حمد الكواري. وقال الدكتور خوجة: «ليس أزهى ولا أبقى من اعتزاز الأمم والشعوب بثقافتها، فبمقدور الثقافة والفنون والآداب أن تؤسس لقيم الحوار والتسامح بين الشعوب، فالأمم تُنزل أدباءها وشعراءها وفلاسفتها وفنانينها من تاريخها منزلة لا تطاولها منزلة، ومكانة لا تساويها مكانة»، مشيراً إلى أن الأمم تعتز بتراثٍ قدر اعتزازها بثقافتها، «وأنه ليس من وسيلة يُتذرع بها للتقارب والتعارف تفوق (الثقافة)». معرباً اعتزازه بانعقاد الأيام الثقافية السعودية في دولة قطر، «لما يربط بين البلدين من وشائج، وأعظمها هذا الدين السمح الذي أكرمنا الله به، وهذه الثقافة العربية الوارفة التي نستظل بها»، مضيفاً: «أحسب أنكم تتفقون معي في أن الثقافة العربية تدين لشعرائها ومثقفيها بالشيء الكثير، ويكفي أن صاغ الشعراء هذه الجزيرة العربية ذاكرتنا وذوقنا، وأن قصائدهم التي جابت الواحات والمهامه والفلوات أنقذت أمكنة كثيرة من الامِّحاء، وأصبحت بالشعر أمكنة حية». وقال أيضاً: «ها نحن ننزل في دوحة العز بين أهلنا وأشقائنا في دولة قطر الحبيبة، نقرأ في وجوههم الكريمة ملامح وجوهنا التي نبتت في هذه الصحراء الأبية، صحراء الجزيرة العربية، التي أهدت إلى العالم نور الإسلام، وأينع في بطحائها، وجبالها ووهادها ذلك الحرف العربي، فانساح في مشرق الأرض ومغربها ينثر الحكمة، ويومئ إلى أولئك الآباء الذين يسكنون في قسمات وجوهنا وينثرون في كلماتنا الحكمة. جئنا إليكم بشوق حمام الحمى، وخزامى نجد، ودانة الحسا، وفلّ جازان، وسهر جدة، وعرضة الشمال. جئنا لكي نبوح بحب لم نستطع كتمانه، ونستعيد معا ًمصيراً واحداً طالما رعاه الآباء بتعبهم وعرقهم، وها نحن اليوم نحياه واقعاً زاهياً ترفده حكمة القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني». من جهته، قال وزير الثقافة والتراث القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري: «إن مشاركة المملكة في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 لها ضرورتها ومغزاها التاريخي العميق، باعتبارها أرض الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين ومنها انطلقت الرسالة الإسلامية التي أنارت العالم هدى وعلماً وحضارة وفناً وثقافة». وشدد على الروابط التي تجمع دولة قطر بالمملكة «روابط التاريخ والجغرافيا والاجتماع، روابط الماضي والحاضر والمصير، والعلاقة الصادقة بين قيادتي البلدين»، مضيفاً: «إن لهذا الأسبوع صبغة خاصة تتمثل في إصرار القيادة السعودية على المشاركة بأسبوع مميز ومنوع وشامل للثقافة بجوانبها المختلفة»، معرباً عن وثوقه بأن هذا الأسبوع سيثري فعاليات الدوحة، وسيقدم صورة ناصعة لمكانة الثقافة ودورها في المجتمع السعودي، بتعدد الفعاليات وتنوعها، وغناها وأنه سيبقى علامة بارزة إلى جانب الأسابيع العربية الأخرى التي سبقته والتي ستليه»، مؤكداً أن شعار احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 «الثقافة العربية وطناً... والدوحة عاصمة» يأتي لمكانة الثقافة «التي تعد الرابط المقدس والثابت الذي يربط بين أبناء الأمة العربية الإسلامية»، داعياً إلى إعطائها جل الاهتمام خاصة في عالم اليوم الذي أحوج ما يكون إلى التركيز على الثقافة ودورها في التقريب بين الشعوب، فضلاً عن كون الثقافة هي الرابط الأساسي الثابت الذي يربط بين أبناء الأمة، في حين وصف السياسة ب«الرمال المتحركة»، وأنه لا جدوى لفكرة العواصم العربية إن لم يكن التركيز على هذا الرابط وتعزيز مكانته». وتشتمل الأيام الثقافية السعودية، التي تستمر خمسة ايام، على معرض للعمارة التقليدية في مبنى كلية الهندسة بجامعة قطر، وافتتاح معرض الحرمين الشريفين في مركز «فنار»، ويحتوي على مجسمات للحرمين، بينما يعقد لقاء سردي في الصالون الثقافي بعنوان: «تجارب روائية» بمشاركة نخبة من الأدباء والأديبات في هذا المجال بالسعودية وهم: أميمة الخميس وعبده خال والدكتورة بدرية البشر ومحمد المزيني، كما تعرض مسرحية «موت المؤلف» على مسرح قطر الوطني. ويقام لقاء شعري بجامعة قطر، بمشاركة نخبة من الشعراء السعوديين وهم: الدكتور عبدالله الوشمي وعبدالله الصيخان وحليمة مظفر، ومعرض ثقافة الطفل في المركز الشبابي للإبداع الفني. ويلقي الدكتور هشام مرتضى محاضرة عن تاريخ العمارة التقليدية في المملكة. ويشارك الدكتور علي بهكلي(السعودية) والدكتور مصطفى عقيل من جامعة قطر في محاضرة عن تاريخ العلاقات السعودية - القطرية. وتتضمن الأيام الثقافية أيضاً لقاء نقدياً يشارك فيه كل من الدكتور سحمي الهاجري والدكتورة لمياء باعشن ومحمد العباس ويبدأ اللقاء الساعة العاشرة صباحاً.