لندن، واشنطن – أ ف ب، يو بي أي - كشفت صحيفة «اندبندنت» أمس، أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) سعى إلى تجنيد معتقلين بريطانيين في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية وسجون أميركية أخرى، في مقابل تأمين حماية لهم من سجّانيهم الأميركيين والمساعدة في اطلاقهم وإعادتهم إلى المملكة المتحدة. وأفادت الصحيفة بأن «ريتشارد بلمار، أحد المحتجزين البريطانيين في الولاياتالمتحدة، تلقى وعوداً بالحصول على مبالغ مالية ضخمة في مقابل خدماته، في حال عمل بصفة عميل سري لجهاز (إم آي 5)، كما حصل بشر الراوي، العراقي الأصل، على وعود بالإفراج عنه من غوانتانامو خلال شهور، في حال وافق على العمل مع جهاز الأمن الداخلي البريطاني. وأضافت الصحيفة أن «ثلاثة محتجزين بريطانيين آخرين تلقوا تهديدات بنقلهم سراً إلى بلدان أخرى تمارس التعذيب وإخضاعهم لأنظمة احتجاز صارمة، في حال لم يتعاونوا مع محققيهم البريطانيين والأميركيين، مشيرة إلى أن جهاز (إم آي 5) فشل في الوفاء بالوعود التي قطعها عملاؤه للمعتقلين البريطانيين. ونسبت الصحيفة إلى عميل بريطاني سابق ارتبط بعلاقات وثيقة مع ضباط في جهاز (إم آي 5) قوله إن «جهاز الأمن الداخلي البريطاني قدم ضمانات للمعتقلين اثناء احتجازهم في باكستانوأفغانستانوغوانتانامو، لكن الضباط تنصلوا منها». وأشارت الى أن وثائق محكمة زعمت أن عميلاً في جهاز «إم آي 5» عرّف عن نفسه باسم أندرو سعى إلى تجنيد الليبي عمر ديغاس خلال توقيفه في أفغانستان صيف عام 2002، «اذ قدم له ضمانات بتحريره، في مقابل مساعدته والتعاون مع محققين أميركيين»، كما عرضت هذه الوعود على معظّم بيك، المحتجز البريطاني السابق في غوانتانامو والذي أطلقته السلطات الأميركية عام 2005. ونقلت «اندبندنت» عن إدوارد ديفي، مسؤول الشؤون الخارجية في حزب «الديموقراطيين الأحرار» البريطاني قوله إن «هذه المزاعم تعكس حجم تورط جهاز إم آي 5 مع اشخاص خطفوا في شكل غير قانوني واحتجزوا في غوانتانامو، ما يثبت أن بريطانيا عرفت بالممارسات الأميركية في غوانتانامو أكثر مما تعترف به». وقالت إن المعتقلين الخمسة السابقين في غوانتانامو واثنين آخرين حركوا دعاوى قضائية في بريطانيا للحصول على تعويض من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وجهاز «إم آي 5» وجهاز الأمن الخارجي «إم آي 6» والنيابة العامة. على صعيد آخر، وافقت فرنسا على استقبال المعتقل الجزائري في غوانتانامو، الأخضر بومدين، والذي برئ بالكامل من تهم «الإرهاب» الموجهة اليه، وذلك بعدما امضى اكثر من سبع سنوات في المعتقل، علماً ان واشنطن طلبت من المانيا اول من امس استقبال عدد من الصينيين الأويغور ال17 المعتقلين الذين اعلنت براءتهم قبل سنوات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه: «معاييرنا لاستقبال معتقلين معروفة، اذ نتخذ قراراتنا بناء على كل حالة على حدة رداً على طلب شخص يعتقد بأنه لا يستطيع العودة الى بلده او لا يرغب في العودة اليه. ويخضع ذلك لتقويم قضائي وأمني، ووجود رابط مع فرنسا»، رافضاً تحديد سبل استقبال المعتقل. وأعلن مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه ان بومدين البالغ 42 من العمر قد يرسل الى فرنسا «خلال الأيام العشرة المقبلة»، ما سيجعلها اول بلد من الاتحاد الأوروبي يستقبل معتقلاً اطلق من غوانتانامو من دون ان يكون مقيماً في فرنسا او مواطناً فرنسياً. ويهدف ذلك الى دعم التعهد الذي اطلقه الرئيس الأميركي باراك اوباما بإغلاق غوانتانامو، والتخلي عن وسائل الاستجواب والاعتقال المثيرة للجدل المعتمدة في عهد سلفه جورج بوش. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن رسمياً في الثالث من نيسان (ابريل) موافقة بلاده على استقبال معتقل سابق في غوانتانامو. وأوضح وزير الخارجية برنار كوشنير ان زوجة بومدين وابنتيه البالغتين سيصلن من الجزائر الى فرنسا قريباً. وقال مصدر قريب من الملف ان المفاوضات تجري مع الجزائر للسماح لهن بالقيام بهذه الرحلة. واعتقل بومدين خريف 2001 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة، حيث اقام بصفة شرعية. وسلم الى السلطات الأميركية للاشتباه بأنه يدبر اعتداء على السفارة الأميركية في ساراييفو، ثم نقل مع الموقوفين الآخرين الى غوانتانامو .