على عمق 26 قدم تحت الماء وعلى مساحة 400 متر مربع، تقترب جزيرة لانزاروتا إحدى جزر الكناري الإسبانية من تدشين متحف «أتلانتيكو» وهو المتحف الأوروبي الأول الذي يتخذ من قعر المحيط الأطلسي مكاناً، ويضم 500 تمثال مصنوع من إسمنت بحري يمكنه تحمل عوامل الحت والتعرية مدة 300 عام، وهو مستوحى من حياة ضحايا اللجوء في أوروبا، حسبما ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عبر موقعها الإلكتروني. بدأ الفنان البريطاني جايسون دوكير تصميم هذا المجتمع البشري الصامت قرب مدينة كانكون المكسيكية منذ كانون الثاني (يناير) 2014، وهي تماثيل تشبه في خصائصها سكان تلك الجزر، والمواقف التي يتعرضون لها في محاكات لما يعيشونه خلال حياته اليومية منذ العام 2009، وسيكون بإمكان الغواصين رؤيتها من كافة المستويات تحت الماء. وقال الفنان البريطاني، الذي سبق أن نفذ أعمالًا مشابهة في المكسيك وجزر البهاما ونهر «التايمز» إن عمله الجديد «ليس بمثابة نصب تذكاري للعديد من الأرواح التي فقدت في البحار والمحيطات، ولا سيما خلال أزمة الهجرة الجديدة، وإنما للتذكير الصارخ بالمسؤولية الجماعية للعالم إزاء هذه الحوادث». وأظهرت صور نشرتها صحيفة «غارديان» البريطانية على موقعها الإلكتروني بعض مراحل تصميم المنحوتات وعملية إنزالها بصعوبة إلى قعر المحيط عبر رافعات خاصة وبمساعدة عشرات الغواصين المختصين، والوضعيات المختلفة لهذه التماثيل، فبعضها يقرأ الكتب وبعضها يعتلي قوارب مطاطية والبعض ينظر إلى الأسماك التي تمر من فوقه أو متمدد أو نائم أو يشاهد التلفزيون وهو يجلس على الأريكة، أو يصطاد الأسماك أو يتناول الطعام ويشرب الماء. وأظهرت صور أخرى جزءاً من هذه التماثيل التي يغلب عليها اللون الأبيض المائل إلى الرمادي أو البني تجسّد سكان المدينة من كافة الفئات العمرية وحيواناتهم وأمتعتهم، بعضهم فقد ملابسه في عرض البحر وبعضهم نجا بها، بعضهم نجح في إنقاذ حياته وعائلته والوصول إلى الشاطئ، وبعضهم بدأ يعمل لإعالة نفسه في مهن عدة، وبعضهم صحافيون يصورون ويتحدثون إلى الضحايا ويتنقلون هنا وهناك، حتى أن صورة أظهرت تمثالين يلتقطان «سيلفي»، في محاولة لتجسيد تفاصيل حياة اللاجئين والمهاجرين وسكان تلك الجزر.