أبرز فيلم «فوكوماري» أو «فاير آت سي» الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي أول من أمس (السبت)، حجم الرعب الذي يعيشه اللاجئون في لقطات التقطت من قارب شهد وفاة عشرات الأشخاص اختناقاً بعد خمس ساعات من الإبحار في البحر المتوسط. ويركز موضوع المهرجان هذا العام على تشجيع العالم على مساعدة اللاجئين والترحيب بهم، وألقى المخرج جيانفرانكو روسي في الفيلم الوثائقي المفزع على مدى ساعتين، الضوء على طبيعة الأزمة الملحة. ويتنافس الفيلم للحصول على جائزة «الدب الذهبي» أعلى جائزة بالمهرجان. وقال روسي الذي فاز فيلمه «ساكرو جرا» بأعلى جائزة في مهرجان البندقية السينمائي في العام 2013 إن فيلمه الأخير «شاهد على مأساة تحدث أمام أعيننا». وأضاف بعد عرض الفيلم «أعتقد أننا جميعا مسؤولون عن هذه المأساة التي ربما تكون أسوأ مأساة يشهدها العالم منذ المحارق النازية». وتم تصوير معظم لقطات الفيلم على جزيرة لامبيدوسا الإيطالية التي تبعد 113 كيلومترا فقط عن شمال أفريقيا، وتستقبل اللاجئين منذ نحو 20 عاماً. ويمزج الفيلم بين حياة سكان الجزيرة الذين يعيش معظمهم على صيد الأسماك، وبين الجهود اليائسة لمئات الآلاف من اللاجئين للوصول إلى أوروبا، سعياً لحياة أفضل. وقال بييترو بارتولو، وهو طبيب يعالج سكان الجزيرة ويفحص جثث اللاجئين المتوفين أو الذين تجرفهم الأمواج بحثاً عن أي دلائل على الحياة، ويعد الشخصية الأبرز في الفيلم «رأيت بعض الأشياء الجميلة، لكني رأيت فوق كل هذا أشياء فظيعة... الكثير من جثث الأطفال والنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب». وقال روسي إن «القارب الذي صورت الكاميرات جثث اللاجئين في قاعه، ظل في البحر خمس ساعات فقط، ولكنه كان مكتظاً جداً باللاجئين». وأضاف أنه «لو لم ينتشلهم خفر السواحل الإيطالي، لكانوا ماتوا جميعاً»، مشيراً إلى أن «عملية الإنقاذ التي جرت في 20 آب (أغسطس) الماضي، لم تحصل على اهتمام يذكر في الأخبار».