اسفر الاجتماع الثلاثي الذي ضم الرئيس السوري بشار الاسد وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول امس، عن التأكيد على «رفض التهديدات والمزاعم الاسرائيلية» الاخيرة والدعوة الى رفع الحصار عن غزة وانجاز المصالحة الفسطينينة ودعم حكومة وطنية تمثل جميع مكونات الشعب العراق ودعم حل ديبلوماسي للبرنامج النووي السلمي الايراني. كما اكد الرئيس الاسد خلال لقائه الثنائي مع اردوغان «سعي سورية لتحقيق السلام عبر الوسيط التركي الذي أثبت نزاهة ومقدرة في إدارة المفاوضات غير المباشرة» مع اسرائيل. وافاد ناطق رئاسي سوري ان القادة الثلاثة بحثوا خلال غداء عمل «سبل دفع العلاقات بين الدول الثلاث وصولا إلى تحقيق تعاون استراتيجي بين دول المنطقة ينعكس إيجابا واستقرارا على شعوبها، وتم التأكيد على رفض التهديدات والمزاعم الإسرائيلية التي تستهدف سورية ودول المنطقة، مشددين على أن تلك التهديدات تخلق مناخا من التوتر في المنطقة وتهدف إلى إبعاد الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة». واذ بحث القادة الثلاثة «الوضع في القدس العربية المحتلة وإجراءات التهويد المستمرة التي تسعى للنيل من هويتها العربية والإسلامية»، اتفقوا على «تنسيق جهودهم لوضع حد لهذه الإجراءات الإسرائيلية التي تتنافى مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية». وافاد الناطق ان اللقاء تضمن «التشديد على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تشكّل الأساس لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة». وبعدما عبر القادة الثلاثة عن «املهم في أن تفضي نتائج الانتخابات العراقية إلى تشكيل حكومة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي»، اكدوا على «حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية وضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي الإسرائيلي»، معتبرين أن «الطرق الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل جميع قضايا المنطقة». واشار الناطق الى ان الرئيس الاسد والشيخ حمد «نوها بالمواقف التركيّة المنصفة للقضايا العربيّة العادلة، معربين عن أملهما بأن تحذو الدول الأخرى حذوها في الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلالها للأراضي العربية». وحضر الاجتماع الثلاثي رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ووزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وكانت دمشق شهدت في ايلول (ايلول) العام 2008 قمة ضمت الاسد واردوغان والشيخ حمد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحت عنوان «حوار من اجل الاستقرار». وقبل اللقاء الثلاثي، استقبل الرئيس الاسد امس اردوغان حيث «اعربا عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي ارتقت إليه العلاقات بين البلدين، مؤكدين أن هذه العلاقات المبنية على الثقة والمصالح المشتركة باتت تشكل نموذجا للعلاقات بين الدول». واذ تناولت المحادثات عملية السلام، اكد الرئيس الأسد أن «تهديد إسرائيل المتواصل لبلدان المنطقة وترويج الأكاذيب يرمي إلى تشتيت الانتباه عن المشكلة الحقيقية في المنطقة والمتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتهربها من متطلبات السلام». وافاد الناطق الرئاسي ان الاسد «جدد سعي سورية لتحقيق السلام عبر الوسيط التركي الذي أثبت نزاهة ومقدرة في إدارة المفاوضات غير المباشرة» مع اسرائيل التي توقفت بعد العدوان على غزة. وعن الموضوع العراقي، قال الناطق ان الجانبين «أعربا عن أملهما في أن تؤدي نتائج الانتخابات العراقية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل مكونات الشعب العراقي وتضمن أمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه وتعمل على تحقيق علاقات طيبة مع جميع دول الجوار».