تأتي مسابقة مشروع الشباب المبدع، المدعومة من المساعدات الشعبية النروجية، فرصة مهمة لإبراز مواهب الشباب الفلسطيني، بل وزيادة فرص تحويل أفكار إبداعية لمشاريع في مجالات عدة إلى حقيقة على أرض الواقع. المسابقة، التي جاءت بمبادرة من مؤسسة ملتقى الطلبة، تهدف وفق مدير المشروع، رمزي عودة، إلى تشجيع المشاركات الشبابية والتركيز على العنصر الإبداعي. وقال عودة: «هذا المشروع انعكاس لفلسفة ملتقى الطلبة في تطوير المبدعين الشباب وتفعيله في مجتمعاتنا المحلية من اجل التاثير الإيجابي في المجتمع الفلسطيني بخاصة في مرحلة انشاء الدولة الفلسطينية». وكان مشروع الشباب المبدع انطلق بدعوة الشباب الذين يملكون أفكاراً إبداعية من اجل تقديم مبادراتهم، اذ قامت لجنة من مدينتي بيت لحم والخليل بدراسة هذه المبادرات الشبابية، وإجراء مقابلات مع كل شاب مبدع ليتم اختيار عشرين مبادرة ابداعية، ومن ثم تم تدريبهم بهدف تطوير مبادراتهم واختيار سبع منها. وأوضح عودة انه كانت هناك صعوبة في اختيار المبادرات الأفضل، لأن معظم المبادرات كانت مميزة، وبالتالي تم اختيار تسعة مبادرين شباب وليس سبعة بسبب تشابه بعض المبادرات وصعوبة الاختيار ما بين هؤلاء المتميزين. وقال عودة ان ملتقى الطلبة سيقدم لهذه المبادرات الإبداعية دعماً مالياً وفنياً واستشارياً وإدارياً من اجل تشجيع هؤلاء المبدعين الشباب على تنفيذ مبادراتهم الإبداعية مع مجتمعاتهم المحلية. وأضاف: «راعت اللجنة وجود دور كبير للمرأة كون المرأة لا زالت تعتبر مهمشة بخاصة في المناطق النائية، وهي المناطق التي حظيت المبادرات المنطلقة من شبانها وفتياتها بأهمية خاصة»، مشيراً إلى انه سيتم تقديم مبلغ 1500 دولار لكل مبادرة تم اختيارها، وان الشرط الاساسي منذ البداية لاختيار المبادرات الابداعية هو الاستمرارية، كون المبادرة لا تنتهي بانتهاء هذا المشروع. وتهدف المؤسسة ايضاً، وفق عودة، إلى تشبيك هؤلاء المبدعين الشباب مع المؤسسات المانحة وصناع القرار المحليين والمؤسسات الأهلية والمحلية، وبالتالي فالمشروع يفتح آفاقاً واسعة لهذه المبادرات الشبابية من أجل تطوير فرص حصولها على الدعم المالي والفني والإداري من قبل الجهات المحلية والدولية. وكان قيس حنتش من مدينة الخليل، من بين الفائزين التسعة في المشاريع النهائية، عبر حملة تقدم بها هو ومجموعة من المبادرين تهدف إلى منع التدخين، وتأتي تحت اسم «حملة شباب لمنع التدخين داخل المؤسسات»، وتتركز الحملة في منطقة الخليل وبيت لحم ورام الله والقدس، والحملة تعتمد على وثيقة تقوم المؤسسات بالتوقيع عليها وتلتزم كل مؤسسة توقع على الاتفاقية منعَ التدخين داخل المؤسسة وتضع المؤسسة ملصقات خارجها تبين أن هذه المؤسسة موقعة على الاتفاقية، ويمنع التدخين داخلها لأي كان. أما مبادرة محمد الرومي، فكانت حول حقوق الطلبة العاملين، وجاءت تحت عنوان «حقوق الطلبة العاملين» سواء أكانوا على مقاعد الدراسة أم من الخريجين الجدد، وتحتوي المبادرة على أهم حقوق الطلاب العاملين بحسب القانون الفلسطيني، حيث يعمل الطلاب في أغلب الأحيان في المؤسسات الفلسطينية من دون عقود وبالتالي من دون حقوق، وتهدف المبادرة إلى تعريف هؤلاء الطلاب بحقوقهم القانونية، وفق قانون العمل الفلسطيني. واعتمدت دعاء زاهدة، في مبادرتها على السينما، فقدمت فيلماً في عشرين دقيقة، حول واقع الشباب والمصاعب التي يواجهونها في حياتهم، استخدمت من خلاله لغة الجسد للحديث بأسلوب ساخر عن الظروف النفسية الصعبة التي يمر بها الشباب الفلسطيني في مرحلة الدراسة الجامعية، مشيرة الى أن الممثلين هم شخصيات حقيقية ممن عايشوا هذه التجربة.