خاض علي حجي السلطان تجربة «وطنية» خلال العامين الماضيين، أثناء حشد الأصوات لمصلحة «واحة الأحساء»، ضمن مسابقة «عجائب الطبيعة السبع»، التي حققت فيها الأحساء مركزاً متقدماً، قبل ان تخرج في المرحلة ما قبل الأخيرة. من خلال تجربته تلك، يقول: «للمواطنة ارتباط وثيق بإنتاج الفرد وخدمة المجتمع. فالمواطن المستقر مادياً واجتماعياً ونفسياً، يكون عطاؤه بلا حدود، وهو يعلم عظم المسؤولية، وكبر حجمها، وشرعيتها، وأن العطاء ملزم، والتضحية واجبة، وسيعمل وهو يشعر بالفخر والرضا والامتنان».ويضيف السلطان أن «للمواطنة تأثيراً في إنتاج الفرد، ولها تأثير في خدمة المجتمع، لأن المواطن الصالح يسعى دائماً لإصلاح مجتمعه، والتعاون معه، وانتشاله من براثن الفقر وهوة الضياع. وسيعمل على توجيهه وإرشاده، وإيجاد البرامج التي تطور مجتمعه وتثقيفه وتوعيته، والعمل على بناء كوادره العاملة الفاعلة على منهج المواطنة الصالحة لاستمرار خدمة المجتمع».ويعتبر أن المواطنة هي «التعبير الاجتماعي لعملية انتماء وعطاء الإنسان للواقع، وهو الحال الارتباطية في الموقع الذي يعيش فيه، والأرض التي ينتمي إليها ويعشق ترابها ويفديها بنفسه وماله وولده، وهو انتماء متأصل في النفس البشرية، إذ يصبح تائهاً من لا وطن له ولا تحتويه الأرض، على رغم اتساعها، وكذلك الوطن من غير مواطن يحمل روح المواطنة، فإنه أشبه بصحراء جرداء، أو غابة عمياء، فاقد للأمن والأمان بكل مقاييسه وأشكاله وألوانه».ويؤكد ان للوطن حقاً على المواطن. كما أن للمواطن حقوقاً على وطنه، فإذا ما قام كل بواجبه ودوره تجاه الآخر، فإن الثمار ستكون ألذ وأكثر. ومن هنا تتحقق المواطنة الحقة، التي هي اللبنة الأساس في صنع الحاضر ورسم المستقبل. وأن الارتباط الوثيق بين الوطن والمواطن هو عقد شراكة يحقق المعجزات، فضلاً عن الأحلام والتطلعات، وهي علاقة تشبه علاقة الرئيس مع المرؤوس، فكلما ارتاح الموظف من رئيسه، كلما أتقن عمله، وحسّن من أدائه، وازداد عطاؤه».ويرى السلطان أن «النجاح الباهر في الكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تخدم المجتمع، وتقدم له ما يحتاج من دعم مادي ومعنوي، مثل المؤسسات الخيرية، وجمعيات المعوقين، ولجان التنمية، وأصدقاء المرضى، والنوادي الأدبية والرياضية، وكل المؤسسات المدنية، وبخاصة التطوعية منها، تؤدي دوراً بارزاً لخدمة المجتمع، بسبب وجود أفراد متطوعين، جمعهم حب الوطن وخدمة المجتمع، فسعوا في الأرض يعملون بجدٍّ وإخلاص، همهم تحسين وضع مجتمعاتهم، والرقي فيها، لجعلها أكثر وعياً وأمناً وطمأنينة».ويذهب أحمد الخليفة، إلى أن المواطنة هي «ما يقوم به الفرد من الإخلاص والالتزام في عمله، مهما كانت طبيعته، سواء في وظيفة حكومية، أو في القطاع الخاص». ويرى أنه «من خلال فهمه للمواطنة يكون إنتاجه متقناً، أو يكون مقصراً في أداء عمله». ويدلّل على ذلك من خلال ما يراه من بعض موظفي الجهات الحكومية، وكيف أن «إخلاص الموظف في عمله، وحرصه على راحة المراجعين، وإنهاء إجراءاتهم في أسرع وقت، ينعكس ذلك إيجابياً على حب المواطن لوطنه. وأن تأخير معاملات الموطنين قد تؤثر سلبياً في حب المواطن لوطنه، لأنه يرى أن هذا الموظف يمثّل الدولة».