قال الرئيس السوري بشار الأسد ان «الحل الوحيد أن نعمل من أجل تحقيق السلام كي لا تحصل الحرب»، مجدداً «تمسك» دمشق بالوساطة التركية النزيهة في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، لكنه اكد ان الأخيرة «ليست شريكاً في السلام». كما قال الرئيس التركي عبدالله غل:»لا نرغب أن نسمع كلمة الحرب»، معتبراً ان منطقة الشرق الاوسط «لم تعد تحتمل عبئاً من هذا القبيل»، محذراً من ان القدس «مسألة حساسة» وهي لا تخص الفلسطينيين والعرب فحسب، بل «قضية اسلامية». وكان الرئيسان الأسد وغل يتحدثان في مؤتمر صحافي عقد بعد محادثاتهما في اسطنبول امس تناولت العلاقات الثنائية وعملية السلام والاوضاع في العراق والملف الايراني. ومن المقرر ان يعقد الرئيس السوري اليوم (الاحد) جلسة محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وتردد احتمال انضمام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد اجتماع ثلاثي. وقال الأسد ان محادثاته مع غل تناولت السلام، موضحاً:»لا يوجد سلام ولا توجد عملية سلام. لا يوجد شريك. ونحن متفقون على هذه النتيجة مسبقاً، لكني أكدت للرئيس غل تمسك سورية بالوساطة التركية التي نرى فيها حلاً. وهي مشكلة في الوقت نفسه لأن الإسرائيلي لم يتعود على وساطة نزيهة ولا على وساطة ناجحة لأن الوساطة الناجحة تعني تحقيق السلام. والسلام على ما يبدو غير مطلوب من قبل الإسرائيليين». وشدد على ان «إسرائيل ليست شريكاً على الأقل في المرحلة الحالية، ولا أعتقد بانها كانت شريكاً في المرحلة التي سبقتها»، مشيراً الى الهجوم على قطاع غزة نهاية 2008 وحصاره واجراءات تهويد القدس. وأعلن غل ان «الطرف السوري، بدءاً من الرئيس الأسد ، أعرب عن استعداده للبدء بالمباحثات من النقطة نفسها (التي وصلت اليها المفاوضات السابقة)، وكرر ذلك مرات. ونحن نتقدم بجزيل الشكر لهم (السوريين) على ثقتهم التي أولوها للحكومة التركية، ليس وراء الأبواب الموصودة بل كرروا هذه الثقة أمام انظار العالم. أما الجانب الإسرئيلي فلم نسمع منه أي صوت حتى الآن». وسئل الاسد وغل عن قرع اسرائيل «طبول الحرب» في المنطقة، فأجاب الرئيس التركي:»قبل كل شيء لا نرغب أن نسمع كلمة الحرب، فهذه المنطقة لم تعد تحتمل عبئاً من هذا القبيل وإن ما حدث في غزة جعل الكيل يطفح. وأي نشاطات شبيهة بالحرب لا يمكن لهذه المنطقة أن تحتملها، وإن أي شخص في العالم لا يمكن أن ينظر بتعاطف أو يبقى من دون مشاعر إزاء ذلك». وقال الأسد :»لا أحد منا يتمنى الحرب. المشكلة أن حالة اللاحرب واللاسلم إما ان تنتهي بسلم أو أن تنتهي بحرب. لذلك عندما نعمل نحن وتركيا من أجل التوصل للسلام فكي لا نرى ما لا نتمناه. المشكلة لا نستطيع فقط أن نتمنى يجب أن نعمل. لذلك علينا أن نتحرك بهذا الاتجاه... لو كان الاحتمال واحداً بالمئة، فنحن نعمل لمنع هذا الاحتمال... والحل الوحيد لكي نكون واقعيين أن نعمل من أجل تحقيق السلام لكي لا تحصل الحرب ولو كانت النسبة بسيطة». وعن الوضع في العراق، قال الأسد ان وجهات النظر كانت «متفقة حول الحكومة العراقية المقبلة التي تحمل مهمتين: الأولى، جمع العراقيين كلهم من أجل إعادة العراق لدوره الطبيعي... النقطة الثانية، أن تكون هذه الحكومة قادرة على بناء علاقات جيدة مع دول جوار العراق». وأكد غل على «الحل الديبلوماسي» للملف النووي الايراني. وقال الاسد:»نحن متفقون على حق كل الدول في امتلاكها الطاقة النووية السلمية وعلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل، ووجهة نظر سورية أن يبدأوا بالتفتيش بإسرائيل وبعدها يستطيعون الحديث عن باقي الدول».