رداً على مقال الكاتب داود الشريان المنشور في 3-5-2010 العدد (17195) بعنوان: «صمت الصحف المصرية». قرأت ما كتبه داود الشريان في المقال الذي دار عن موضوع مقتل الشاب المصري محمد سليم، الذي سحلته قرية لبنانية حتى الموت، وأبدى الكاتب دهشته لصمت الصحافة المصرية حيال هذه الحادثة لدرجة وصفه للمتوفى «بالكلب»، نظراً لعدم تطرق الصحافة لهذه الحادثة. وأحب أن أستفسر عن مدى متابعته للصحف المصرية؟! ولكن الإجابة جاءت بكلمات مقاله، فمن الواضح أنه لم يتابع عن كثب الصحف المصرية وربما أخبره صديق بهذا الأمر، فمجرد البحث عن اسم القتيل المصري سيخرج له سيل من المقالات والأخبار التي تداولتها الصحف المصرية خلال الفترة الماضية. أما عن كتّاب المقالات، فلا أعتقد أن جميع كتاب الأعمدة المصرية سيتركون مهمتهم في تفنيد القضايا المصرية الحالية حول الحراك السياسي ونهر النيل وغيرها ليتفرغوا لكتابة مقالات حول حادثة فردية تحكم بها فكر قروي ساذج لبلدة «كترمايا» اللبنانية، إضافة إلى سلوك النظام اللبناني المنضبط حيال الحادثة وإعلانه الصريح عن رفضه لهذه الجريمة البشعة، علاوة على سلوك الصحف اللبنانية الملتزمة بالحيادية ورفضها نشر صور المغدور التي تم تداولها عبر مواقع الانترنت. وأخيراً أرجو من الكاتب الرجوع لعدد «المصري اليوم» الصادر يوم الاثنين الماضي متزامناً مع تاريخ صدور عدد صحيفة «الحياة»، الذي يحمل مقال الكاتب وبه تنويه بالصفحة الأولى لحوار مع والدة الطفلتين القتيلتين على يد محمد سليم المصري، والتي طلبت أن يسمع صوتها من خلال الصحف المصرية بعد رفض الصحافة اللبنانية السماع لها ونشر تصريحاتها وسرد روايتها. وعلى جانب آخر، تطرق الكاتب لتشبيه الحادثة بما وقع لمواطنين مصريين بدول الخليج، وهاجت الصحافة المصرية على الأنظمة الخليجية وقتها، فمع كامل احترامى لرأي داود: فهناك فرق كبير بين اضطهاد أنظمة لمواطنين غرباء وحادثة فردية شعبية ليست على مستوى الحكومات كما يحدث في دول الخليج. بعد التحليل السابق حول موقف لبنان حكومة وإعلاماً حيال الحادثة وما عكسها من سلوك أخوي لمصر وشعبها كان كافياً ليحيد أقلام الكتاب المصريين، لهذا أعتقد أن اتهام الصحف المصرية وكتاب الأعمدة بها ووصفهم بأنهم حرس للأفكار القديمة فيه إجحاف لدورهم ودور الصحف المصرية. [email protected]