ناقش ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، خلال ترؤسه وفد المملكة الى اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في مقر «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسل أمس، مع وزراء دفاع الدول المشاركة، الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وخطة العمل الدولية المشتركة لمكافحة الإرهاب. وأفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن الأمير محمد بحث على هامش الاجتماع أمس مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ووزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي ووزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ووزيرة الدفاع الألمانية أورسولا در لاين، في أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك والدول، ولاسيما في الجوانب الدفاعية، إلى جانب تبادل الآراء حول عدد من المواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع. وأشاد وزراء دفاع بريطانيا، وإيطاليا، وأميركا، وألمانيا، خلال اللقاءات بالخطوة التي أقدمت عليها المملكة بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، واصفينها ب «الرائدة»، ومؤكدين أن ذلك «سيكون داعماً للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي». يذكر أن المملكة تشارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» بالتعاون مع أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية، كما تقود المملكة التحالف الإسلامي العسكري لمحارب الإرهاب والذي يضم في عضويته 35 دولة عربية وإسلامية. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة»، عن أن القوات السعودية المشاركة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» المتطرف نفذت 189 ضربة جوية ضد التنظيم في سورية، إضافة إلى طلعات جوية أخرى، وأكّدت أن التدخل السعودي البري المعلن أخيراً لمحاربة «داعش» سيكون ضمن قوات خاصة وليس حرباً أو جيوشاً كلاسيكية. وأوضحت أن العمليات السعودية التي سيتم تنفيذها ستكون في إطار دولي وبمشاركة دولية، وستقتصر على وجود التنظيم داخل الأراضي السورية، ولن يكون هناك أي عمليات في الأراضي العراقية، مبينة أن الوضع على الأراضي السورية تغير بعد التدخل الروسي، وأن المؤشرات تتجه إلى إلغاء المعارضة السورية المعتدلة، وهو ما يؤدي إلى تحول القضية بين «داعش» والنظام. يأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع وزراء الدفاع في بروكسل لمناقشة آليات إرسال قوات إلى سورية، ويتوافق ذلك مع إعلان الحكومة السعودية على لسان الأمير محمد بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، بأن «السعودية ستتعامل مع الدول ولن يكون لها أي اتصال بتنظيمات مسلحة أو فصائل». هذا، وسيعرض وزير الدفاع السعودي خلال اجتماعات بروكسل، وجهة نظر السعودية حول مقترح التدخل البري ضد التنظيم المتطرف. ويعقد وزراء دفاع دول التحالف الدولي لمحاربة «داعش» اجتماعاً في بروكسل بمشاركة وزراء دفاع الدول المشاركة، تتباين مستويات مشاركتهم في العمليات ضد التنظيم المتطرف بين عسكرية أو تقديم المشورة والمساندة، أو التدريب والدعم اللوجستي، ويختلف اجتماع بروكسيل عن سابقيه، من خلال عدم وجود كلمات معدة للوفود المشاركة، إذ سيدار على شكل مناقشة حرة بين الوزراء، لتسليط الضوء على الجهود العسكرية التي بُذلت خلال الفترة الماضية. ويُعد هذا الاجتماع ثاني اجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الدولي؛ إذ سبقه الشهر الماضي اجتماع اقتصر على 7 دول في مدينة باريس. وينبثق عن اجتماعات دول التحالف مجموعات عمل مصغرة، تضم خمسة محاور: مجموعة العمل العسكري، ومجموعة عمل التمويل التي تهدف إلى مكافحة تمويل تنظيم «داعش». إضافة إلى مجموعة عمل المقاتلين الأجانب لمنع تدفق المقاتلين للانضمام إليه، وأخرى تعنى بتحقيق الاستقرار في المناطق التي تستعاد من التنظيم، والأخيرة للرسائل المضادة، للحد من الانتشار الإعلامي للتنظيم.