اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أعلن أنه سيغادر منصبه الأربعاء، الولاياتالمتحدة، العضو الأساسي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، بأنها لا تبذل جهوداً كافية في سورية. وقال فابيوس في تصريح صحافي قبيل إعلانه عن استقالته من الحكومة: «ثمة غموض... بما في ذلك في إطار أعضاء التحالف. ولا أريد أن أكرر قول ما قلته مراراً، خصوصاً حول المحرك الأبرز للتحالف، والآخرين أيضاً. لكن ليس لدينا شعور بأنه تدخل قوي جداً». أدلى فابيوس بتصريحاته، فيما تحاصر القوات السورية، بمساعدة من روسيا وإيران، مدينة حلب (شمال) التي يسيطر مقاتلون معارضون على جزء منها. وأضاف فابيوس: «ثمة أقوال، لكن الأفعال مسألة أخرى». وتشارك فرنسا في الغارات الجوية على مواقع تنظيم «داعش» في العراق وفي سورية، إلى جانب طائرات التحالف. وأكد وزير الخارجية الفرنسي أيضاً: «بالتأكيد، على غرار الروس، شعر الإيرانيون بذلك، لقد فهموا... وأعاد بشار الأسد تشكيل قوته». ورأى أن الحل السياسي في سورية يتطلب استقالة الرئيس السوري، المسؤول عن «260 ألف قتيل في بلاده». وقال فابيوس: «يجب أن نقوم بجهود من أجل العودة إلى مسار مقبول، وتركيز كل قوانا على داعش». وكرر اتهام روسيا بأنها تستهدف «المعارضة المعتدلة» أكثر مما تستهدف تنظيم «داعش»، خلال غاراتها في سورية. ويغادر فابيوس منصبه على رأس وزارة الخارجية الفرنسية المهيبة وفي رصيده اتفاق الأممالمتحدة حول المناخ الذي حقق له نجاحاً ديبلوماسياً وشخصياً حجب ملفات دولية كبرى مهمة لم يترك فيها بصمة حاسمة. أثناء أحد لقاءاته الأخيرة في مقر وزارة الخارجية هذا الأسبوع مع الصحافيين، تحدث فابيوس عن «النجاحين الكبيرين» اللذين تحققا خلال أربع سنوات تقريباً على رأس الديبلوماسية الفرنسية في ظرف مثقل بالأزمات الدولية الخطيرة، وهما اتفاق المناخ في كانون الأول (ديسمبر) والاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني في تموز (يوليو). بعد توليه حقيبة الخارجية سيصبح فابيوس (69 سنة) رئيساً للمجلس الدستوري لتسع سنوات بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الحياة المهنية المضطربة. يعتبر فابيوس من الشخصيات النافذة في المسرح السياسي الفرنسي وكان بحسب التعبير الذي دخل في السجلات «أصغر رئيس وزراء لفرنسا» بين 1984 و1986 أثناء الولاية الرئاسية الأولى (سبع سنوات) للرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران.