نظم «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» ندوة مغلقة فتح خلالها ملف المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، بمشاركة الباحثين الأميركيين من أصل لبناني غسان شبلي وآرام نيرغيزيان ومجموعة من الخبراء اللبنانيين في الشأن الدفاعي. ورأى شبلي وهو باحث في مؤسسة «راند» الأميركية «تقصيراً لبنانياً في ترويج فكرة دعم الجيش اللبناني والتعبير عن مصالح لبنان في الولاياتالمتحدة من خلال لوبيات قادرة على التأثير»، مشيراً إلى «وجود لوبيات لبنانية تعمل من أجل شخصيات سياسية وليس في سبيل المصلحة الوطنية العامة». وقال: «على رغم أن اللوبي اليهودي الأقوى في الولاياتالمتحدة ويعارض إجمالاً تقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش اللبناني، هناك بداية تغيير في المقاربة الأميركية للشرق الأوسط». واعتبر «أن دوائر الجيش الأميركي مقتنعة بأن الجيش اللبناني قادر على ضبط الاستقرار في لبنان وهناك اقتناع أيضاً بأن مسألة سلاح «حزب الله» لا يستطيع أن يعالجها الجيش اللبناني، وأن ملف المخيمات الفلسطينية يحتاج إلى حل إقليمي». وأوضح أن «مبادئ السياسة الأميركية في نظرتها إلى مهام الجيش اللبناني هي: ضبط الحدود وتحقيق الاستقرار وحفظ الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب»، مشيراً إلى «أن المصاعب في ملف المساعدات الأميركية إلى الجيش تتمثل في أن الكونغرس يرى أن منح المساعدات يجب أن يتناسب مع قدرة الجيش على تطبيق القرار 1701 وكيفية تعاطيه مع سلاح «حزب الله». أما نيرغيزيان وهو باحث في «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية»، فتوقف عند «غياب استراتيجية لبنانية واضحة ومحددة يمكن أن تعتمدها القيادة العسكرية الأميركية لتقديم المساعدات إلى الجيش اللبناني»، لكنه لفت إلى «أنه في العام الماضي تقدمت طلبات معقولة من الجيش اللبناني إلى وزارة الدفاع الأميركية يمكن أن تصلح كخطة واضحة للمساعدات». ورأى «أن اهتمام واشنطن في المرحلة الراهنة في الشرق الأوسط يتركز على العراق وأفغانستان ولا تريد استعمال لبنان لمواجهة قوى إقليمية، وتنظر إلى الجيش اللبناني كضمان للاستقرار، علماً أن حرب نهر البارد شكلت نقطة تحول في نظرة واشنطن إلى الجيش اللبناني». وأشار الى «أن الاعتمادات التي خصصت لتقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش بلغت 525 مليون دولار، ولم تمنح إلى الجيش إلا بعد حصول اتصالات أميركية بغالبية القوى السياسية التي تمثل كل الطوائف اللبنانية». وفي السياق نفسه، اكدت السفيرة الاميركية ميشيل سيسون خلال لقائها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الادارة الاميركية «تبذل جهوداً كبيرة وجدية لإنجاح عملية السلام، وأطلعته على جلسات الاستماع التي ستعقد الشهر الجاري في مجلس النواب الاميركي المتعلقة بلبنان والشرق الاوسط». وأفاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع ان البحث تطرق الى «المساعدات الاميركية للجيش وقوى الامن الداخلي وكان هناك استياء من تحوير الموضوع الى اتفاق امني، في الوقت الذي لا وجود لمثل هذه الاتفاقات، علماً ان كل هذه الزيارات للوفود الاميركية للبنان تحصل بعلم من السلطات الرسمية اللبنانية وبالتنسيق معها، كما ان برامجها توضع بالاتفاق بين الطرفين». وأعلنت السفارة الأميركية في وقت لاحق ان 40 ضابطاً من قوى الأمن الداخلي تلقوا نهاية الشهر الماضي تدريباً متقدماً على تنفيذ مكافحة المخدرات أجرته في بيروت وكالة تنفيذ مكافحة المخدرات الأميركية. وأفاد البيان ان مدربين قدموا من هذه الوكالة من القسم الدولي في مدينة كوانتيكو في فرجينيا، تدريبا مدة أربعة أيام بالتعاون مع نظرائهم في قوى الأمن الداخلي والمكتب الدولي للمخدرات وشؤون إنفاذ القانون في وزارة الخارجية الأميركية». وأكدت السفارة «ان هذا البرنامج دليل على دعم الولاياتالمتحدة المتواصل لقوى الأمن اللبنانية من أجل تعزيز القدرات والكفاءة المهنية لقوى الأمن الداخلي كمؤسسة حيوية للدولة اللبنانية».